مناظرة بيني وبين نفسي

مناظرة بيني وبين نفسي
>>>> لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس <<<<

عند تلك الزاوية أرى نفسي وحيدة
ركزت عليها فوجدتها حزينة
لم أفكر حينها إلا أن أذهب وأواسيها
دخلت الفكرة في رأسي أكثر
وصممت عليها
فتقدمت خطوة للأمام
ثم بضع خطوات أخرى إلى أن وجدت نفسي أقف جانبها تماما
رفعت لها رأسها بإصبعي
مسحت دموعها بكلتا يدي
وضعت عيني في عينيها لكي أرى فيها نظرة متفاجئة
حتى أنها أخذت تبكي بحرارة
صعقت بما شاهدت
وصعقت أكثر عندما دفعت بنفسها إلي تعانقني
تبكي وتشهق

يـــــــــــــــــــــــــا إلـــهي!!!
ما بها؟؟
أترى من هناك من جرحها وتركها تندب حظها
وغلبها ألم صمتها فلم تداوى تلك الجراح مثلي تماما؟!!
أم هي ظروف تعيسة أجبرتها على العيش داخل محيطها دون ذنب؟!! >> مثلي تماما
فما كان مني إلا أن أتركها تُفرغ شحنة بكائها لعلا تهدأ وتُفهمني ما حل بها
بقينا على ذلك فترة من الزمن يتخللها الهدوء إلا من صوت شهقاتها
وبينما نحن كذلك إذ رفعت رأسها عني فجأة
باندهاش منها على ماهي عليه
واندهاش مني على ردة فعلها
صمتت للحظة
جال بصرها في أنحاء المكان
إلا أن انتهت تلك الجولة بالتركيز في عيني
وسألت: ماذا بي؟! أين أنا؟! أأنا في حلم أم واقع؟!

رفعت يدي باستغراب ومسحت ما تبقى من دموعها
زادت حدة بصرها على موقع يدي تحديدا
وأيضاً أنزلته مع يدي حين ارتخت وبين أصابعي بضع قطرات من دموعهارفعت رأسها بهدوووووء وقالت: ألديكِ ما تريدينه؟
قلت: لا .. لكن لم يكن من الهين أن أرى أحدا حزينا أمامي دون أن أقدم له يد المساعدة..
لكن لماذا تسألينني هذا السؤال؟
قالت: أيوجد في الناس من يكفكفون دموع غيرهم ومواساتهم وحل مشاكلهم دون مقابل أو مطلب منهم؟!!
لذا سألت/ ولم أزل لست واثقة من إجابتك!!
أسمعتم ما سمعت!! لم أستوعب ما قالت
فقلت: ماذا؟؟
قالت: نعم أنا لا أثق من إجابتك .. ألم تعلمي أننا نعيش في زمن المصالح وحب الذات فقط؟!! ألم تعلمي أننا نعيش في عالم بلا رحمة؟!! بلا إنسانية!! بلا فطرة حنان بشرية!!
لذا قلت ما قلت
قاطعتها قائلة: لكن لا يعني ذلك أن يظهر شخص ولو من ألف يكون نعم إنسان .. نعم صديق نِعم رفيق..
ألستِ معي فيما أقول؟!!
تنحت عني جانباً تخذت تدور حول نفسها
وهي تقول: نعم نعم.. ولكني لم أرَ ذلك حتى الآن حتى أوافقك كامل رأيِك!!
استندتُ إلى الجدار
وقلت: حدثيني عنكِ،،

رفعت عينيها إلى عيني بنظرة غريبة
فرددتها لها تأكيدا مرجوَّة أن تثق بي..
قالت: إني .. ممممممممم.. أنا... لم.. قد...... لا أدري ما أقوله وما أخفيه؟؟
لكن سأقول ما جعلني أكون في حالة كهذه يُرثى لها
قلت: وأنا أسمعك
قالت: عندما كنت طفلة صغيرة عشت حياة لا مثيل لها مطمئنة آمنة لا يعكر صفو مزاجي إلا عندما أتوقف من أحد الكبار
عن أفعالي الطفولية.. كنت أمرح مع هذا وذاك ومع فرط سعادتي كنت أتمنى في غمضة عين أن أصبح كبيرة ناضجة
أأمر وأنهي وأحن وأعطف
نعم!! لقد كانت كذبة بيضاء عشتها عندما تمنيت ذلك
لقد تحول ما كان .. زاد الكبار كبرا وتفتحت عيني للحياة أكثر حتى أصبحت في عمر الزهور
لم تكتمل سعادتي إذ أتت غيمة سودااااااء أخفت كل معاني الصفاء خلفها ولم تدع لي منفذا حتى نرى منه الصفاء والأمل
لم يكن لي ذنب في شيء
وُضعت تحت أمر الواقع الذي لا أستطيع تغيير شيء منه
وتوالت بعدها الصدمات
صدمة في صديقة وصدمة من أقرب قريب
حتى أصبحت جدارا بلا إحساس
أصبحت دموعي تسكن عيني لا تخرج بل إنها تمتليء حتى تطغى وتنهمر مرة واحدة
لم أستطع أن أشكي لأني لا أثق في أي مخلوق
إني إني إني
وأجهشت في البكاء

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه كم تقطع قلبي لحالها
وقلت: فعلاً.. إني أنساق خلفك وأمر بهذه الظروف فإني أنا روحك منك وفيكِ
يا نفسي
الجأي لربك هو وحده من يستطيع تغيير كل شيء وأي شيء
يا نفسي عليك بالصبر
يا نفسي ادعي ربك ليل نهار [يا إلهي إني أسألك عونك في الدنيا والآخرة وعفوك لكل ذنوبي أدعوك أن أكون موفقة في كل أموري وأن أجد حلا لكل مشاكلي]
يا نفسي إن ربي وربك قريب في كل وقت يسمعك من كل مكان
أما عن ثقتك فلا يوجد أحد يستحق ذلك .. دعينا نثق في بعضنا البعض

>>> النفس والروح <<<
دعينا نمشي سويا نناجي خالقنا رب السماء
دعينا نبني من الإيمان عزا وقوة
وبقوة البصيرة نستطيع أن نرى ولو خيطا واحدا من شعاع الأمل
"فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة"
اختتمنا لقاءنا بإبتسامة صافية اتضح فيها عدم القنوط من قضاء الله ووقدره
متمنين منه تفريج لكل الهموم
"لا تقولي يا رب عندي هم كبير بل قولي يا هم عندي رب كبير"

مناظرة جميلة جدا
yadak

زائر

» مناظرة الجارية تودد للعلماء من كتاب ألف ليلة وليلة
» لحظات مع نفسي
» نفسي تدفعني الى المعاصي