الطفل المحروم

ليس الطفل المحروم فقط هو ذاك الذي عثر عليه ملفوفا في خرقة بالية وسخة بين القمامة، أو ذاك اليتيم الذي فقد والديه قبل أن يفتح عينيه في هذه الدنيا فنشأ في ملجإ أو بين أحضان أسرة تتبناه، أو ذاك الذي تشتتت أواصره ضائعة بين والدين مطليقين، أو...
بل الطفل المحروم هو كذلك من حرم التوجيه والإرشاد رغم وجود والديه وارتباطهما، طفل لا يميز بين صالح الأمور وخبيثها، طفل لا يدرك مكامن مصلحته ويحسب أن الحياة لهو ولعب واستهتار، طفل برز ضعفه وساءت أخلاقه وجهل قدر نفسه وقدر من يحيطون به، إلى أن وجد نفسه بين يدي مدرسة توجه نصائحها له في درس يوم قائلة :
يا بني، اصح من نومك باكرا، أقم صلاتك، وادع ربك واسأله من نعمه وأفضاله ما تريد فهو يخاطبك عز وجل قائلا : "وإذا سألك عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" سورة البقرة الآية 185 وغن مع الأطيار المتنقلة الناقلة الخير بين الأشجار.
يا بني، اهتم بدروسك ولا تعط فرصة لأحدهم كي يؤنبك، سر دائما إلى الأمام ولا تتراجع، تجد مكانا مرموقا بين أصدقائك ومدرسيك. قم بواجباتك تجاه نفسك وتجاه الناس تجد طريقك لقلوبهم وتمتلك محبتهم.
يا بني، اهتم بجسدك بالغذاء المتوازن والرياضة ولا تهمله تصبك شيخوخة قبل الأوان.
يا بني، لا تخف من الشدائد والمصاعب بل اعمل على مواجهتها ما استطعت، اجعل لسانك طلقا في الحق واصلح أخطاءك واسم بعقلك عن الدنايا والتصرفات الوضيعة. اختر الصداقة الصالحة وابتعد عن الرفقة السيئة فحبيبك المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام يحذرك فيما رواه عنه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قائلا : " إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة " رواه البخاري.
يا بني، استفد من نصائح العقلاء وخذ الخبرة من تجارب الحكماء واجعلها مصباحا تستنير به وضوء تسير على أنواره في حياتك...
يا بني، خذ عني هذه النصائح لعل وعيها وتطبيقها يرفع مستواك، فإني أحب أن أراك أفضل مني غدا مؤهلا لخدمة أمتك، رجلا إنسانا له وجود وعنوان في هذا الكون.
تبث التلميذ نظره طويلا وسكبت عيناه دمعا ساخنا ليردد متلعثما : " أين أنا من الرجل الإنسان، أين والداي؟ لقد ضاع مني ما مضى دون أن أدرك هذه الحقائق حتى لأني أجدها اليوم قاسية صعبة مع أني ألمس أثرها في بعض زملائي" .
لكم نخشى أن يكون أبناؤنا محرومين بين أحضاننا ونحن معهم، تأخذنا الأعمال القاهرة طيلة اليوم والتفكير المعمق في جل الأمور ليكون توجيه أبنائنا آخر ما نفكر فيه إن حدث و تذكرناه، مازالت المفاتيح بين أيدينا نفتح بها أبوابا ونبحث عن طرق تيسر لنا توجيه أبنائنا رجال ونساء المستقبل.

» موسوعة الطفل
» رياضة الطفل الي أين ؟؟؟
» ثقافة الطفل
» لماذا يؤذن في أذن الطفل حين ولادته؟
» برنامج صبايا حلقه الطفل التائهه