لـ تبيض الصحائف .. وثقل الموازين

الحمدلله غفار الذنوب لمن استغفر , تواب رحيم بكل من تاب واسترحم , مفرج الكروب وكاشف الهموم , و مزيل الغموم عن عباده السائلين الداعين له سبحانه و تعالى , لا يشرك فيحكمه أحداً , وهو على كل شي قدير ..

أحمده سبحانه حمد المعترف بذنوبه المتكاثرة , وأخطائه المتناثرة , و أتوب إليه وأستغفره توبة العبد العارف بقوله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم) ..

و أصلي وأسلم على من بعثه ربي رحمة للعالمين .., من تبعه غفرت له ذنوبه ..

أمآ بعد ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

أختآه ..
أما سئمت من الذنوب ..
أما أنت زفرات معاصيكِ ..
أما اشتقت للطاعات .. للقربات من الرحمن ..
أولم تحني لـ الصيام والقيام ..
..

..

..
من الذي منعكِ من كل ذا ؟؟؟؟؟
إنها ذنوبك ..
ما أبشعها .. قست بها قلوبنا بل ماتت .. و أصبحت سوداء ..

كيف السبيللـ الخلاص من الذنوب والله غفار رحيم ..؟؟
فالله تعالى ألأهم آدم لما أذنب ذنبه , فأكل من الشجرة , فألقى إليه كلمات علمه إياها (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) . أما إبليس فأبى و استكبر فما رجع ولا استغفر و سار في غيه ..!

فـ السعيد من وعظ بحال أبيه آدم فتاب كتوبته واستغفر , والشقي من دعاه إبليس فـ صار مثله و أصر واستكبر ..

..

..

..

..

فهيآ صاحبتي ..

لنقر بذنوبنا ونعترف بها لمولانا و لنبكي و نتباكى عله يبدل
حالنا من حال إلى حآل ,,

فهل بعد غفلتنا هذه غفله ..؟! ذنب واحد يغفر خير من
الدنيا وما فيهآ ..
فكيف إذا توافرت الأسباب و تعددت , فضلا من الله و منة وكرما
..ثم لا نسارع إليها
والله تعالى يقول : (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ) ..
آخر العدد :
خروج الروح
فراق الأهل
ركوب النعش ,
دخول القبر , عذاب القبر , و عرصات القيامة .......

أخوتآه ..

ليس العجب من نائم لم يعرف قدر ما مر به من يومه ,
إنما العجب
من نائم في يقظة عمره _ ابن الجوزي _

ليس بين العبد و قد أسرف في المعصية ,
و لج في الذنب و أبقى عن الجمى وشرد عن الطريق ,
ليس بينه وبين الحمة الندية , و ظلالها السمحة المحيية ..
ليس بينه وبين هذا كله إلا التوبة ..
فالباب مفتوح ليس عليه بواب يمنع ..
فادخلي رعاكِ الله الفئ والظل والندى و الرخاء
.. كلها وراء الباب ..!

هيا هيا يا ابنة النطف .. ابسطِ بساط الحزن على رماد الأسف ..
هيآ ألزمي سدة باب مولاكِ , واقرعي بابه بقلبك لا بظفرك ..فإن أبواب الملوك لا تقرع بالأظافير ..!
نادِ بوجوب قلبكِ و كفكفي دمعكِ : قد قدم الغائب يآرب ... قد قدم الغائب يآرب

صديقتي ..
الذنوب لا ترعى حرمة لذي فضل ..
فـ الحجر الأسود نزل من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته
خطايا بني آدم ..!

يآهذا ..
سودت الخطايا الحجر و هو من الجنة ,
وأنت من التراب ومن الأرض .. فانظرِ لنفسكِ
أفلا تنكس القلب إذا عصى وهو من لحم ودم ..
أما سمعتِ في بداية الزلل ( إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ ) ,
وفي وسطه (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) ,
و في آخره (ام على قلوب اقفالها ) ..

أتبكي على معاصيك ؟ و الإصرار يضحك..!
أتخادعِ بالتوبة أم تمكرِ لدينك ..؟

مادامت قلوبنا تنبض ..
والروح لم تغرغر ..
ولم تطلع الشمس من مغربها ..
فالفرصة إذا سانحة ..
و وسائل الهدى ما تزال حاضرة ..
و باب التوبة ها هو ذا مفتوح
.. .... ابواب العباد مغلقة وبابه مفتوح لمن دعاه ,, بابه فتوح لمن دعاه

فإذا كانت القيامة : (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَالْمُحْسِنِينَ )
وهي أمنية في القيامة لا تنال ..لا كرة ولا رجوع ..
و إنما دماء العين بعد الدموع
× إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم جرت ,
و إنهم ليبكون الدم ××

فيامن ابتعدتم نفوسكم عن الحضرات الربانية ,
و اركستموهآ في الدنايا الشيطانية ,
انتعشوا بفتح باب الأمل بغفران الذنوب
.. فرب معصية أورثت صاحبها ذلا طويلا ,,

فيا أرباب الدنس .. و يأ أوساخ الذنوب ( هذا مغتسل بارد و شراب )
لا تقنعوا بصب ماء التوبة على الظاهر , بلوا الشعر , و أنقوا البشرة , ما لم تسبح بدمع عينيك .. لم تأت بسنة الغسل ..!
فلو داواك كل طبيب داء .. بغير كلام ربي ما شفاكا

يأ أهل الذنوب والخطايا ..
ألكم صبر على العقوبة ( كلا إنها لظى ) ..؟!
إذا رأيت من اشترى لذة ساعة بعذاب سنين تذكرِ ( تكاد تميز من الغيظ ) ..!
فكيف أمن عصاه ( إن منكم إلا واردها ) ..!

أخياتي ..

على وجه الطائع نور طاعته ..
و على وجه العاصي ظلام مخالفته ..
وعند الموت يتلقى هذا بالبشارة ..
و يقع هذا في الخسارة ..
و في القبر يفترش هذا فراش الفلاح ..
و يلقي ذاك على الشوك القباح ..
وعند الحشر هذا يركب , وذاك يسحب ..!
ثم يقال للعصاة : هلا ذكرتم ؟؟
و للطائعين : سلام عليكم بما صبرتم .. سلام عليكم بما صبرتم

إيآكِ إياكِ والذنوب ..
أحذري احذري عواقب العيوب
..

هنا بإذن الله سأقتطف مقتطفات من كتاب × البحار الزاخرة في أسباب المغفرة ×

أولها : عِظم و فضل المغفرة ..
ثانيها : أسباب المغفرة
أ : أسباب المغفرة للذنوب المقدمة و المؤخرة
ب : أسباب المغفرة للذنوب المقدمة .
ج : أسباب المغفرة للذنوب جميعها إلا الدين .
د : أسباب أخرى للمغفرة

والله وتالله استفدت جدا عند قراءة هذا الكتاب ..
و أود لكم النفع ..

أسأل الله العظيم أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه ..

يا رعاكن الله كوني بالقرب لنتخلص من معاصينا

..

إن أخظأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فهذا من الله و فضله ..