رسالة من نوع خاصّ !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جيراني وجاراتي الكرام



هذا السّبت كنت مع فريق من أصدقائي في زيارة للمركز الاجتماعي التربوي "السند" بسيدي ثابت. يتمثل مجال تدخل المركز في توفير الرعاية الأساسية لجميع المقيمين متعددي الإعاقة وفاقدي السند الذين تتكفّل الدولة باحتضانهم داخل فضاءات مهيأة للغرض والسهر على ضمان الإحاطة الصحيّة لهم إضافة إلى استغلال تقنيات التربية المختصّة لتنمية استقلاليتهم الذاتية في أداء حاجياتهم الأساسية وإثراء قدراتهم على التواصل وربط علاقات مع الآخرين وتأهيلهم وتنشيطهم سعيا لإدماجهم إجتماعيا ومهنيا بممارسة عديد الأنشطة كرافد علاجي وخاصّة الأنشطة الفلاحيّة...



بعد عودتي من تلك الزّيارة كتبت رسالة إلى إخوتي في الله الذين شاركوني الرحلة وهم أعضاء مثلي في "نادي الحياة" وقد بذلوا مجهودات جبارة في التحضير لتلك الزيارة التي كان الهدف منها إدخال جوّ من البهجة والسعادة على هذه الفئة واليكم فيما يلي نص الرسالة أنقله لكم رغبة مني في أن تشاركوني تجربتي وما اعتبرته منها






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إخوتي وأخواتي الكرام



اليوم كان أغرب يوم في تاريخ وجودي في النّادي، يوم اختلط فيه الإحساس العجيب بالسعادة والحزن في ذات الوقت: حزن لحال أولائك المستضعفين في الأرض.. أولائك الذين حرموا دفء الأسرة وحنان الوالدين ومحبّة الأخ وحضن الأخت.. أولائك الذين مرّت عليهم السّنون الطّوال وهم لا يعرفون عدّها... قد تسأل أحدهم عن اسمه فينكره... وقد تجد في حوارك مع الآخر نقمة على أمّ أو أب لا يعرفان حسّ المسؤوليّة وعلى قلوب أشبه منها بالحجر من القلوب الآدمية.. بشر مثلنا... يتلقّون كلّ الرعاية الماديّة

المطلوبة، لكن الجو الأسري الذي ينقصهم لا يُعوّض بمال الأرض...


...وشعور بالسعادة لأنّنا من خلال هذه التّظاهرة الرّائعة تمكننا من إدخال شيء من الفرحة على تلك القلوب الصغيرة التي تعودت الانطوائية والحزن وتعلمت بالتالي شيئا من العدائية بدأ يتلاشى نوعا ما أثناء وجودنا معهم


سعيدة جدا لمشاركتي في التظاهرة... ولو أطلقت العنان لقلمي لكتبت صفحات أعبّر فيها عن الحالات الاجتماعية المرضيّة التي رأيتها اليوم.. وعن مدى حاجتهم لشيء من العاطفة نغدق بها عليهم من حين لآخر حتّى يحسّ الواحد منهم أنّه فرد ذو كيان في هذا المجتمع لعلّ ذلك الحاجز النّفسيّ الذّي يفصلهم عن العالم الخارجي يتبدد شيئا فشيئا...



لكني لا أود الإطالة أكثر


وأخيرا وليس آخرا أشكركم أحبّتي في الله على وقفتكم الجماعية اليوم وأوصيكم ونفسي بشكر الله وحمده كثيرا على ما أنعم علينا من نعم حُرم منها الكثير من هؤلاء كالإدراك والإحساس والحركة...



الحمد له الحمد لله الحمد لله



وبارك الله فيكم إخوتي وجازاكم كل خير







تقبّلوا جيراني الكرام تحيّاتي وتقديري