لمريضات السكري نصائح قبل الحمل

إذا كانت المرأة مصابة بالسكري وترغب في الحمل فان هناك عدة أمور لابد لها من العناية به حتى يكون حملها خاليا من المشكلات عليها وعلى وليدها وفي ذات الوقت يبقى معدل السكر منضبطا دون مضاعفات .

من الأمور المفرحة هنا أن النساء المصابات بداء السكري اللاتي يعتنين بأنفسهن ويحافظن على معدل طبيعي أو قريب من الطبيعي للسكر قبل وأثناء الحمل يكن كمثيلاتهن من النساء الحوامل غير المصابات بداء السكري من جهة سلامة الحمل وصحة الجنين أثناء الحمل وبعد الولادة .

التخطيط للحمل
من المهم للمصابة بداء السكري أن تحرص على ضبط معدلات السكر في الدم قبل التفكير في الحمل .
فارتفاع السكر أثناء الحمل كما هو معروف لا يقتصر أثره على الحامل بل يمتد إلى جنينها .
قد يحدث الحمل دون أن تعرف المرأة ولا تميز ذلك إلا بعد مرور عدة أسابيع ، وحينها يكون الجنين قد بدأ التكون وخاصة الأعضاء الأساسية منه .
فادا لم تنتبه المرأة إلى ضبط سكر الدم مبكرا فقد يتأثر الجنين وهي لم تشعر بعد أنها حامل. و هذا التأثر قد يصيب الأعضاء الأساسية في الجسم كالدماغ والقلب والكلى .
مما يقلل من فرص حدوث التشوهات الخلقية للجنين تناول المرأة لفيتامين حمض الفوليك قبل الحمل بثلاثة أشهر وأثناء الحمل حتى الولادة. وتتأكد هذه التوصية لدى مريضات السكري أكثر من غيرهن.

قبل الحمل :
يمكن للفريق الطبي برئاسة الطبيبة المعالجة ومعها التمريض وطاقم التعليم والتثقيف الصحي أن يقدموا خطة علاجية مفيدة بإذن الله للمرأة المصابة بالسكري لضبط السكر قبل الحمل بفترة كافية . ويمكن أن تشمل تلك الخطة ما يلي :

- منع الحمل : توصف الوسائل المناسبة للمنع حتى لا يحدث الحمل في الوقت غير المناسب . فإذا ما اختيرت وسيلة منع الحمل الفعالة والآمنة فيمكن حينها اختيار الوقت الأفضل للحمل بناء على انضباط سكر الدم.

- الفحص الطب الكامل : للتعرف على ما يقد يؤثر سلبا على الحامل مثل ارتفاع ضغط الدم ، واعتلالات الكلى واعتلالات الأعصاب وغيرها . وهده قد تحتاج إلى معالجة قبل التفكير في الحمل .

- ضبط معدلات سكر الدم : إن الضبط الصارم لمعدلات سكر الدم أمر أساسي قبل التفكير بالحمل . وهو يعد أهم العوامل على الإطلاق التي تحدد مدى إمكانية تعرض الحامل للمضاعفات . إذا كانت المرأة مصابة بالنوع الأول من داء السكري أي أنها تتعالج بحقن الأنسولين فهي تحتاج إلى تعديل الجرعات وربما إلى إضافة أنواع أخرى من الأنسولين لمزيد من ضبط السكر . و هذا يعني – ربما - الحاجة لتكرار فحص السكر في الدم بجهاز الفحص المنزلي عدة مرات في اليوم الواحد. أما مريضات النوع الثاني من داء السكري اللاتي قد يعالجن بالأقراص الخافضة فقد يحتاج الأمر إلى تغيير العلاج إلى حقن الأنسولين لضبط السكر أكثر إذا وصلت جرعات الأقراص الخافضة إلى أقصاها . معدل سكر الدم الذي ينبغي الوصول إليه عند ضبط السكر يتراوح ما بين 60 – 90 في حالة الصيام و120 بعد ساعتين من الأكل. وهناك مقياس جديد معتمد للحكم على مدى انضباط السكر يسمى الهيموجلوبين السكري ( Hemoglobin A1C ) وهو يعطي فكرة عن وضع السكر خلال ثلاثة اشهر وينبغي أن يكون اقل من 7 %.

- تنظيم الوجبات الغذائية : تنظيم الأكل هو ركن أساس في عملية ضبط معدلات سكر الدم. قد يبدو للبعض أن الحمية أمر يصعب تطبيقه والسير عليه فترة طويلة من الوقت . لكن مفهوم الحمية الصحيح لا يعني الحرمان أو الاقتصار على أنواع معينة من الأكل .الحمية لها جوانب متعددة ويمكن تطبيقها دون عناء إذا فهمتها المريضة بطريقة صحيحة . تحتاج مريضة السكري إلى الجلوس مع أخصائية التغذية لتأخذ منها فكرة واضحة عن الحمية .


- التمارين البدنية المنتظمة : تفيد التمارين البدنية المنتظمة مريضات السكري كثير في تخفيف الوزن ورجوع معدلات سكر الدم إلى المستويات الطبيعية أو قريبا منها . ولكن لابد من التدرج في ممارسة التمارين البدنية ومن ثم المحافظة عليها بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل ولفترة 30 دقيقة كل مرة . ويشمل ذلك التمارين البدنية المجهدة كالهرولة أو الجري على السير المتحرك وما شابه . وتحتاج المريضات اللاتي يتناولن الإنسولين إلي إجراء قياس لمعدل سكر الدم قبل وبعد ممارسة التمرين البدني لتفادي مشكلة هبوط سكر الدم .

أثناء الحمل
حين تكون المرأة مستعدة للحمل و ذلك بعد 3 – 6 أشهر من الانضباط في معدلات السكر فإنها تحتاج إلى عناية إضافية مقارنة بغيرها من الحوامل. ومن ذلك :
- تكررا زيارة عيادة الحوامل والمحافظة على ذلك بانتظام
- إيقاف التداوي بالأقراص الخافضة للسكر والاستعاضة عنها الحمية أو بحقن الأنسولين . فالأقراص تؤثر على الجنين فلا تؤخذ أثناء الحمل .
- إجراء الأشعة الصوتية ربما في وقت مبكر وملاحظة التغير في حجم الجنين .