السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... /
أتجمَّر شوقـاً ...تنطفىء حرائــقــي ..
أخبو في شتاءات الفراق ...
رويداً ..رويداًُ أخبو ومازال في قلب الجمر \ قلبي أمنيةُ بأن أستحيلَ رماداً
تذروه نسائم أمل بلقائك في حقول حضورك ...
شهر آخـــر والغياب هو الغياب ..أزمنة تتأرجح بين صحوي وإغفائــي
تطاردني بجيوشٍ من أشياء كانت ذات يومٍ واقعاً،
تماماً كما هي الآن لا أكثر من ذكــريات
تطاردني بكل ما حدث ، ويحدث ، وســيحدث ...
بالممكن ، واللاممكن ...!
شهرُ آخــر ....وأنا أركض لاهثاً في خـطـوتــي
أركض نحوكِ حيث أنتِ في كلِّ اتّجــاه ،
تتساقط أمامـي الوجوه ، والأقنعة الّتي تتخطى عبوري
تتكسّر أضواء السيارات كلَّمــا حاولت أن تعرقلني ..
تهرول خلفي الأشجار ، وواجهات المحلات ، والأقدام مذعورةً ،
وأنامازلتُ أركض ...أركض قبل أن أنهار أخيراً في منعطف مــا ، ويدركني غيابكِ
فأرتدُّ إلى حقيقة أنّي دونَكِ كأيَّ شاخصٌ أحمق في شارع مزدحــم
لايثير اهتمام أحدٍ ، ويحلم بقدمٍ تأخذه إلى حيث لا أدري !
شهر آخــر...وأنا هنا شابُ يحلــم بأن يصير المدى ، ليحتوي بأعظم لهفة ٍ بزوغَــكِ وأفولك
شهر آخــر ،، ومــازلت أمضي عكس اتّجاهات الوقت خلف طفولتي
ألملم الأيّام الهاربة من" روزنامــة "عمري
وبدهشة طفل أراقب كيف يتضاءل حجم يديَّ ...
كيف يصبح صوتي أنعم ...
كيف تنسحب الأفكار عائدةً إلى المجهول والغيبيّة...
كيف تصبح الكلمات أقلَّ أهميّة من نظرةِ تأمُّــل..
كيف تصبح النساء اختصاراً عظيمــاً لأمِّــي..
وكيف يكون وجودكِ حلمــاً ، وحكايا خرافيّة ، وابتسامــاتٍ شفّافة تهمس لي
بأنّك أعظم الأحلام ...وأن الاحلام إذا ماكبرنا تتحقـق ...
وبكل الحبِّ أصدِّق ...!
شهرُ آخر والغياب شاسع جدَّاً كملعب ...
والقلب كرة حنين تتقاذفها أقدام الذاكرة بلاهدفٍ أو نتيجة ..
وأنا في الصفِّ الأوَّل ، أجلسُ منتظراً يدكِ لتحطَّ على كتفي ، وترحل بي إلى لحظة
عظيمة كأبديّة ...
ترحل بي بعيداً إلى حيثً كنَّا ذات مساءٍ " الحريَّــة
و
أ، ف ، ت ، ق، د ، كِ ،
وأعلم أنَّ غيابكٍ عنّــي عظيمُ كعجزي عن الكتابة إليكِ ، فأنا المكتظُّ بك
أفتقــــــــــــدكِ
وأنا موقن بأنَّ أزمنة الغياب إلى الإنقضاء ...
وأني مازلت كما كنت في طفولتي مؤمناً بانَّ الأحلام تتحقق ...
وأنّك لابدَّ ستأتين ليورق العمرُ من جديد !
شـهــر ... ثمَّ .... شهرُ .. والغـيـاب لاشيء
وأنا هنا أستحيل رمــاداَ مازال بكلِّ الشوق ينتظر
.
.
.
.
وسيبقى !!