الذكر طب القلوب
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.وبعد:
قال الله تعالى:)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ((الأحزاب 70-71) وقال تعالى:)إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ((فاطر 10) وقال تعالى:)فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِي((البقرة 152)وقال تعالى:) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ((الأحزاب 41) وقال تعالى:)وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا((الأحزاب 35) وقال تعالى:) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ((آل عمران 190) وقال تعالى:)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ((لأنفال 45) وقال تعالى:)فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ((البقرة 200) وقال تعالى:)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ ((المنافقون) وقال تعالى:)رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ((النور 37) وقال تعالى:)وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ ((الأعراف 205)
عن أبي الدرداء رضي الله عنه [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله"> خرجه الترمذي وابن ماجه وقال الحاكم صحيح الإسناد.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال النبي صلى الله عليه وسلم: سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات"> خرجه مسلم.
وذكر عبد الله بن بسر أن رجلاً قال:[يا رسول الله إن شرائع الايمان قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتثبت به. قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى"> رواه الترمذي وقال:حديث حسن الترمذي
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"> أخرجه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه [عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه، كانت عليه من الله تعالى ترة ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة أي نقص وتبعة وحسرة">.خرجه أبو داود.
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنه ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه.
وقال: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر">.
وفيهما أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم">
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس"> خرجه مسلم.
وقال سمرة بن جندب رضي الله عنه: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت، سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر"> خرجه مسلم.
وخرج أيضاً عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: [كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، قال: يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة، أو تحط عنه ألف خطيئة">، وفيه أيضاً عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها [أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضى نفسه سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته">.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى، أو حصى تسبح به [فقال: ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل؟ فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك"> خرجه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:[يا رسول الله علمني كلمات أقولهن. قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً. وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني. فلما ولى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد ملأ يديه من الخير"> خرجه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر">قال الترمذي: حديث حسن.
وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: [قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله. قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله">. متفق عليه.
قال الله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ((الأحزاب 41) - الأصيل: ما بين العصر والمغرب - وقال تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ ((الأعراف:205).) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ((غافر: 55) وقال تعالى:) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ((ق:39)) وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ((الأنعام:52)) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا((مريم:11).) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ((الطور:49)) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ((الروم:17)) وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ((هود:114).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه:) قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه"> خرجه مسلم.
وخرج أيضاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر. وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: أصبحنا وأصبح الملك لله">.
وقال عبد الله بن خبيب [خرجنا في ليلة مطر، وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل، فلم أقل شيئاً، قال: قل، قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء"> خرجه أبو داود،و النسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وذكر أبو هريرة [عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير"> قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة"> خرجه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: [إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: اللهم عالمَ الغيب والشهادة، فاطرَ السموات والأرض، ربَّ كل شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه - وفي رواية: وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجُرَّهُ إلى مسلم -. قله إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك">قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء">قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن ثوبان وغيره [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يمسي: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً كان حقاً على الله أن يرضيه"> قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار"> قال الترمذي: حديث حسن.
وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: " اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشكر" فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته">خرجه أبو داود.
وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: [لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي"> قال وكيع: يعني الخسف.خرجه أبو داود والنسائي، وابن ماجه وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وعن طلق بن حبيب قال: [جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك، فقال ما احترق، لم يكن الله ليفعل ذلك، بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم"">.
قال حذيفة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده،يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه أتاه آت يحثو من الصدقة - وكان قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم عليها - ليلة بعد ليلة، فلما كان في الليلة الثالثة قال: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختمها لأنه لا يزال عليك من الله حق، ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال: صدقك وهو كذوب (ذاك شيطان) خرجه البخاري
و عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة كفتاه متفق عليه.
وقال علي رضي الله عنه ما كنت أرى أحداً يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة البقرة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه، فلينفضه بصنفة إزاره. ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. متفق عليه. في لفظ: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي، وأذن لي بذكره
وعن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها، قال علي: فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخذنا مضاجعنا فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فإنه خير لكما من خادم.
قال علي: ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين متفق عليه.
وقد بلغنا أنه من حافظ على هؤلاء الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل ونحوه.
وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات - خرجه أبو داود وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
ورواه من طريق حذيفة رضي الله عنه.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي خرجه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية. قال ابن عمر سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه.ثلاث مرات، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا
قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أوى إلى فراشه: اللهم رب السموات،ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر. خرجه مسلم.
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول متفق عليه
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه". صحيح سنن أبي داود للألباني.
عن عقبة بن عامر قال: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة ". الكلم الطيب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ إني والله لأحبك، فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ". الكلم الطيب
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: " أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ". رواه مسلم
هذا لمن لا يغلب على ظنه أنه سيقوم آخر الليل لأن الوتر آخر الليل أفضل. قال صلى الله عليه وسلم: الوتر ركعة من آخر الليل ". صحيح الجامع
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل: " اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ". [البخاري">
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في استفتاحه: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب،اللهم نَقِّني من خطاياي كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبَرَد.
وفي سنن أبي داود عن جبير بن مطعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة قال: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه، قال: نفثه الشعر ونفخه وهمزه الموتة
وفي السنن الأربعة عن عائشة وأبي سعيد وغيرهما: ((أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)) وهو في صحيح مسلم عن عمر موقوفا عليه.
وفي صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: ((وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم أنت لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك، والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك))
في السنن الأربعة عن حذيفة رضي الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله يقول إذا ركع: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
وفي صحيح مسلم عنها رضي الله عنها: كان رسول الله يقول في ركوعه: سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
وفي سنن أبي داود عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي كان يقول في ركوعه وسجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة
ثبت عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه كان إذا سلم من صلاة الفريضة قال:" أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ". أخرجه مسلم
وثبت أيضاً أنه كان يقول:
-" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.أخرجه البخاري ومسلم.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وقال ابن الزبير رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة ". أخرجه مسلم
- ويقرأ آية الكرسي عقب كل صلاة لقوله صلى الله عليه وسلم:" من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ". صحيح الجامع
قال صلى الله عليه وسلم:" من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد ثلاثاًَ وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". أخرجه مسلم
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".رواه البخاري ومسلم
قال صلى الله عليه وسلم: " ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال:
اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فِيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتبك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً".صحيح الكلم الطيب.
قال صلى الله عليه وسلم:" إذا سمعتم النداء فقولو مثل ما يقول المؤذن" متفق عليه
قال صلى الله عليه وسلم " من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة، والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته. حلت له شفاعتي يوم القيامة" رواه البخاري
قال صلى الله عليه وسلم:" من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالاسلام ديناً، غفر له ذنبه.رواه مسلم
قال صلى الله عليه وسلم:" المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" رواه مسلم
قال صلى الله عليه وسلم:" الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة"