يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات همس
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى همس .. همسات قلب واحد .. أسرة واحدة
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Reg110
يرجى التكرم بالتسجيل معنا، أهلا وسهلا بك في منتديات همس
أسأل الله ان يعطيك أطيب ما فى الدنيا ( محبة الله )
وأن يريك أحسن ما فى الجنه ( رؤية الله )
وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله )
وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) عليه الصلاة والسلام
منتدى همس .. همسات قلب واحد .. أسرة واحدة
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Reg110
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى همس للكل ... منتدى التميز والابداع ... منتدى العلم والمعرفة ... همسات قلب واحد ... أسرة واحدة
 
الرئيسيةبوابة منتدى همسأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معجزة عدم تأثر نبينا بالسم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الدرة المصونة
عضو محترف
عضو محترف
الدرة المصونة


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : فلسطين
المزاج المزاج : خجل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 389
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
نقاط نقاط : 6049
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : opera
العمر العمر : 43

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 2:26 am


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين

الأصل الثالث للدين صحيفة النبوة العامة   والخاصة  لنبينا الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم

الباب التاسع

المعجزات الكونية الإلهية


 للأنبياء ولنبينا وإخباره بالمغيبات


في هذا الباب : نذكر بعض معجزات الأنبياء ونخص بالذكر معجزات نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ، والتي مكنه الله من إتيانها والقدرة عليها بما لم يستطع أحد من مجاراته ولا الإتيان بمثلها ، ومع التحدي لهم ، وفيها بيان لكرامته عند الله حتى يصدقه الناس ويطمئن بهداه المؤمنون ، فكانت حجة عليهم وعلى من سمعها بعدهم ليؤمنوا به إلى يوم الدين .


 

تقديم


معنى المعجزة وسببها وتحقق وقوعها


وفيه أمور :

الأول : معنى المعجزة وسببها :


عرفت إن أهم معجزة للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد وجوده الكريم هو القرآن المجيد ، وقد مرت عليك بعض المعجزات عند الكلام : عن نوره في الخلق الأول وولادته ، وفي هجرته المباركة ، وفي سيرته وخلقه الكريم ، وفي أقواله الشريفة وتعاليمه ، وفي كل صفاته وأحواله .


ومر الكلام في معنى الإعجاز وسببه في النبوة العامة ، وعرفت تعريفه وشروطه من حيث إن المعجزة : هي الإتيان بأمر خارق للعادة مع التحدي ، وإلا إذا كان خارق للعادة وليس فيه تحدي يسمى كرامة ، وكون المعجزة موافقة للأمر المتحدى ، وغير مقدور للبشر ، ولا يكون عن رياضه .


 والمعجزة : هي الإتيان بالأمر الخارق للمعتاد من الأسباب الغير معروفة ، و تكون المعجزة بعلل وأسباب يعلمها الله ويُعلمها الله لنبيه أو يقيمها له ملائكة موكلون بها ، وإن خفيت علينا عللها وأسبابها وحسبناها خارقة للعادة ، ولكن الله خالق الكون والعالم بالخفيات والقادر على كل شيء ، هو القادر على أن يقيم لكل أمرا أسبابا ويجعل له وسائلا توجده مما لم يعلم به أحد من البشر .


 هذا وإن البشر : ما يجهل من أسباب الكون وأسرار الخِلقة أكثر مما يعلم وقر لهذا كل الناس ، ولهذا يقيمون التجارب لحد الآن ، ويحاولون أن يكتشفوا كثيرا من أسباب العلل والأمراض والحوادث والأمور الكونية ، ويتطور العلم ويتطور الاكتشاف وتنفتح آفاق كثيرة ، حتى ليعجز الإنسان عن التخصص بعلم معين من كثرة العلوم فيحيط به ، وكثرة ما بقي مجهولا فيه لم يعرفوا أسبابه أكثر مما هو مكتشف ، بل هناك أمورا لم يكن الإنسان ليعلم بعلمها ثم جعل لها علما وما بقي من أسرار الكون وكائناته وخفايا العلم أكثر مما هو مكتشف آلاف المرات ، بل هناك في الكون وعلومه ملايين الأسباب والحالات التي لم تخطر على قلب الإنسان إلى الآن ولم تأتي بعد في خياله ، فما أعجز الإنسان أمام الكون الواسع وخفايا تكوينه سبحان الخالق عز وجل.


فمثلاً كما تكون الحرارة بأسباب : كالاحتكاك والنار والأشعة والتحليل والتركيب بين المواد ولها أسباب أخر غيرها قد نجهلها ، كذا لجعلها بردا وسلاما على نبيه إبراهيم عليه السلام لها أسباب لا نعرفها ، وأما تحول الإشارات الضوئية والمغناطيسية والحرارية والأفلام وأمور الحاسب وغيرها مما تم من غير تحدي وبالاحتمال وكثرة التجربة ويتمكن إتيانها من غير مكتشفها ، فهي تفقد شروط المعجزة وفيها شمة من الكرامة ولكن مع التعب والتجربة وهو توفيق المجد العامل بعلمه ، وهذا كله الله خالقه والله العالم بأسبابه بكل صوره وبما نعلمه وما لم نعلمه ، وهو الذي يمكن نبيه ووليه منه ويعلمه ما لم نعلم ، ويجعله يقدر على ما لم نقدر ، ولذا مكن وليه الإمام علي قلع باب خيبر أو رمي أكبر أصنام الكعبة وهو مسمر للأرض بحديد وهو وصي نبين ولم يستطع هذا غيره ، ومعجزات النبي أكبر ، وذلك ليكون مؤيدا لدعوة نبيه الأكرم وليكون سببا لنشر دينه .


وقد عرفت إن سبب المعجزة : وإتيان نبينا الأكرم بل كل الأنبياء بالأمر الخارق للعادة ، والذي يعجز عن إتيانه مثله من قبل غيرهم من معاصريهم هو : إما لإثبات نبوتهم وليكون شاهد على رسالتهم لكي يؤمن الناس بهم ويصدقون دعوتهم ويتم دين الله ، أو لكي يطمئن المؤمنون بإيمانهم ويثبتون على الدين ويصرون على نشره والدعوة إليه والعمل به .


  ولما كان دين نبينا آخر الأديان : والله يريد أن يتم نوره وينشره ويعلم الناس صدق نبيه وأنه مرسل منه ، أيده وخصهبمعجزة خالدة وهو القرآن الكريم ، كما وخص نبينا الأكرم بمعجزات وكرامات كثيرة جداً ، تفوق جميع معجزات الأنبياء السابقين وذلك لكي لا يبقى عذراً لأحد في التواني بعدم الإيمان به وبعدم تصديقه .


وعلى كل الأحوال : لضرورة تأييد الله تعالى لدينة وبيانه لنبوة نبيه الكريم بكل صورة ممكنة ، أيد سيد المرسلين وخاتم النبيين الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمعجزات الكونية التي تخص معاصريه ، وكل من يصدق بها فيما بعد ممن تنقل له ، وسيأتيك ذكرها في هذا الموضوع ، والمعجزة الكلامية القرآن الكريم الذي فيه كل هدى الله  وهو كلامه تعالى الذي فيه تعاليمه ، فهو خالد لكل البشر ولكل عصر ، وهو من خصوصيات ديننا الإسلامي ولم يوجد كمعجزته في الأديان السابقة ، وقد مر عليك البيان .


وما ذلك من تأييد نبينا الكريم بالمعجزات : إلا لكي يؤمن به الناس من معاصريه وينتشر دينه بعده ، وقد تعرفت على المعجزة الخالدة القرآن المجيد ، وهنا نتعرض لمجمل من المعجزات في أحاديث جامعة حاوية لأغلب معجزات نبينا الأكرم ، وإذا أردت التفصيل فعليك بكتاب بحار الأنوار الجزء السابع عشر والجزء الثامن عشر ، وغيره من الكتب المختصة بكتابة سيرة النبي الأكرم ومعجزاته ، وقد ألف كتاب في معجزة واحدة وتفصيلها كمعجزةالإسراء والمعراج ، وما عاينه النبي الأكرم وما حكاه ، وكون إسراءه كان ببدنه وروحه صلى الله عليه وآله وسلم .


 

الثاني : تحقق معجزات الأنبياء والأئمة لوجود الدواعي:


إن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : أشرف وخاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، فإذا سمعنا بآية أو رواية تذكر معجزة من معجزاته أو معجزات الأنبياء عليهم السلام  ، لا يمكن استبعادها أو إنكارها ، لأنها مهما كانت لا تساوي إحياء الموتى والله تعالى حكاها في القرآن المجيد عن النبي عيسى والنبي موسى وعزير وأهل الكهف وغيرهم عليهم السلام ، والله قادر على كل شيء .


 ودواعي وقوع المعجزة موجودة كما عرفت ، وهي : أما لتثبيت المؤمنين ، أو لإقامة الحجة على المعاندين ودعوتهم للدين .


 فوقوع مثل معجزة المعراج إلى السماء محققة وقد فعلها الله لعيسى وغيره من الأنبياء ، وكذا لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهكذا مثل رفع الجبل أو تكلم الجبال أو حيوان أو حصاة أو غيرها مع النبي الأكرم ، أو تسخير الرياح والأمطار له فإنها وقعت للنبي موسى ولغيره من الأنبياء عليهم السلام من قبل .


بل تسخير الأرض والسماء للإنسان لمجرد تمكينه لكي يقيم العبودية لله ، وأنعم عليه من نعمها التي لا تحصى كما عرفت ، فكيف بتأييد دين الله وهداه الشامل لجميع البشر إلى يوم القيامة وإقامة الحجة على العباد في كل زمان بعد نشره ، وبالهدى يكون الإنسان إنسانا ويصل لغاية خلقته وللغرض من وجوده ويعد إنسانا كاملا وفاضلا وكريما ، وبدون هدى الله فهو أضل من الحيوان ،فكيف لتنبيه الإنسان لصحة دعوة نبيه الأكرم لا يلفت نظره بالمعجزات ؟!


فظهور المعجزاتمن النبي الأكرم بل وآله الأطهار الحفظة لدينه ضرورية الوجود ، وقد وقعت فعلاً لكلاً منهم في زمانه كما وقعت وحكاها الله عن الأنبياء ، وذلك لأن الله يريد بتمكينه لنبيه الأكرم ولآله الأطهار من المعجزة هو البرهنة على أحقية نبي الرحمة في دعواه للرسالة الإلهية وتبليغها ، ولكي يهدي العباد لدينه ولكل خير وفضيلة وكرامة توصل الإنسان لسعادته في الدنيا والآخرة ، ومع الاطمئنان بالهدى الحق ، وبكل ما يوصله لليقين ليخلص في عبودية لله وبهدى قويم ودين ذو صراط مستقيم يوصل لكل نعيم .


 بل كثرة المعجزات : ما هو إلا دليل وبرهان حق لدعم الله لدينه وبيانه لأحقية أولياءه وأئمة المسلمين في دعواهم ، وهذا واقع مع آله الكرام الحفظة لدينه والأئمة على المسلمين بعده ، فإن منزلتهم بعده لحفظ دينه لا تقل أهميتها عن بدأ الدعوة للدين ، وراجع الباب الثالث والرابع والخامس والسادس من صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الإمام الثامن المحافظ على دين جده رسول الله من موسوعة صحف الطيبين ، ترى معارف عزيزة في كراماته ومعجزاته عليه السلام .


 وفي الحقيقة : بعد الإيمان بالله تعالى وتصديق كتابه والإيمان بقدرته وجديته لدعوته لدينه ، وحبه لعباده وإقامة الحجة البالغة عليهم بكل صورة ممكنة ، وحكاية الله تعالى في القرآن المجيد في كتابه العزيز لكثير من معجزات الأنبياء أو لمعجزات نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يمكن إنكار ما يحكى من معجزات النبي الأكرم بل وآله الكرام فيما يذكر من المعجزات ، فإن الله قادر على كل شيء وهو المحيي والمميت وحكى لنا تأيد رسله بالمعجزة ، وهم لم يكونوا بمنزلة خاتم المرسلين ولا دينهم خاتم الأديان كدين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأيدهم بالمعجزات لإثبات كرامتهم عليه ، ولبيان صدقهم ، ولإقامة الحجة على الموافق والمخالف ، فكيف لا يؤيدبالمعجزات بنبينا وآله بعده صلى الله عليهم وسلم وهو أشرف الأنبياء والمرسلين وهم بعده حفظة لدينه .


يا طيب فهذه الروايات الآتية : بما تحكي من المعجزات مضمونها ومحتواها إما أنه قد تضافرت الروايات وذكرها جمع من المسلمين ، أو حكى الله عن مثلها ووقوعها للأنبياء في القرآن المجيد ، فلا بعد ولا يمكن إنكار وقوعها للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد سماع كثير منها له وللأنبياء في القرآن المجيد ، كما لا شك في قدرة الله تعالى ولا تواني في دعوته لدينه ، فكل كرامة يكرم الله بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من الأمور الخارقة للعادة ككرامة له ، أو المعجزة مع التحدي ، فهي ممكنة أو واقعة ولا إشكال فيها ولا شك ولا شبه ، فإن قدرة الله واسعة والدواعي لوقوعها مهيأة ، وهي أما لتثبيت إيمان المؤمنين ، أو لإقامة الحجة على غيرهم .


 ونكتفي في بيان أهم معجزات نبينا الأكرم بحديثين شريفين جامعان للمعجزات سواء له أو لباقي الأنبياء الكرام ، فنعرف تأييد الله لهداه وللأنبياء ويقيم الحجة التامة على عباده على طول التأريخ ، فضلا عن زمان نبينا الأكرم محمد أو مع آله صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، وسوف نذكر معجزاته كاملة عند الكتابة عن سيرته المباركة بإذن الله تعالى ، وهذان الحديثان جامعان لأغلب المعجزات :


 ويكون الأول : في بيان فضله على جميع الأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم وعلى آلهم أجمعين .


 والحديث الثاني : جامع لبيان بعض معجزاته الكريمة مع أهل زمانه .


ونسأل الله : الإيمان بها ويرزقنا الاطمئنان بهداه ودينه وتطبيقه حتى ليجعلنا علماء حلماء صلحاء ، مع النبي وآله والأنبياء والصديقين والشهداء في محل الكرامة والمجد في عبوديته وجنته ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


 

 

الحديث الأول


معجزات نبينا الأكرم تفوق معجزات جميع الأنبياء


 يا طيب : في هذا الحديث الشريف يعرفنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلامإنه ما أعطى الله عزّ وجلّ نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة ، إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  ، وزاد نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم  على الأنبياء أضعافا مضاعفة من المعجزات والمكارم والتفضيل .


فذكر عليه السلام : في جواب اليهودي الذي كان يسأله عن فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أقر الله به أعين المؤمنين ، وكان ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله ، فذكر فخره وشرف الفضائل والمكارم التي خص بها الله القادر المتعال والرب القيوم بها سيد الأنبياء والمرسلين والتي تفوق كل ما أعطي الأنبياء :  أدم ، وإدريس ، ونوح ،وهود ،و صالح ، وإبراهيم ، ويعقوب ، ويوسف ، وموسى ، وداود ، وسليمان ، ويحيى ، وعيسى : عليهم السلام .


فتدبر يا طيب الحديث : فإنه كنز في بيان المعجزات وشرح لما موجود منها في القرآن المجيد ، ويعرفنا كثير من فضائل نبينا ويعرفنا ما خصه الله وكرمه به من المعجزات ، والتي تفوق كل معجزات الأنبياء والمرسلين ، حتى لتتيقن بأن دينه أكمل دين وإنه أشرف الأنبياء والمرسلين وهو خاتم النبيين صلى الله عليهم وآله وسلم أجمعين ، ورزقنا لله نوره وهداه الحق حتى ليجعنا معهم ، إنه أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


 

في الاحتجاج روي عن موسى بن جعفر عليهما السلام عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام :


أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم : كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء عليهم السلام ، وعرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفيهم علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس وأبو معبد الجهني.


 فقال : يا أمة محمدما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم ، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه ؟  فكاع(1) القوم عنه .


فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : نعم ما أعطى الله عزّ وجلّ نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  ، وزاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم  على الأنبياء أضعافا مضاعفة . 


فقال له اليهودي : فهل أنت مجيبني ؟

قال له : نعم ، سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  ما يقر الله به أعين المؤمنين ، ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله .


 إنه عليه الصلاة والسلام كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال : ولا فخر .


 وأنا أذكر لك فضائله غير مزر(2) بالأنبياء ولا منتقص لهم ،ولكن شكر الله عزّ وجلّ على ما أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما أعطاهم ، وما زاده الله وما فضله عليهم .


فقال له اليهودي : إني أسألك فأعد له جوابا ؟


فقال له علي عليه السلام : هات .


 قال له اليهودي : هذا آدم عليه السلام


 أسجد الله له ملائكته ، فهل فعل بمحمد شيئا من هذا ؟ 


فقال له علي عليه السلام : لقد كان ذلك ، ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن سجودهم لم يكن سجود طاعة وإنهم عبدوا آدم من دون الله عزّ وجلّ ، ولكن اعترفوا(3) لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له .


 ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن الله تعالى صلى عليه في جبروته ، والملائكة بأجمعها ، وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه ، فهذه زيادة له يا يهودي .


قال له اليهودي : فإن آدم تاب الله عليه من بعد خطيئته .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك .


ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  نزل فيه ما هو اكبر من هذا من غير ذنب أتى .


 قال الله عز وجل : { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ }الفتح2  إن محمدا غير مواف القيامة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب .


 

قال له اليهودي : فإن هذا إدريس عليه السلام


رفعه الله عزّ وجلّ مكانا عليا ، وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن الله جل ثناؤه قال فيه :


{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } الشرح4 ، فكفى بهذا من الله رفعة ، ولئن أطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته .


 فإن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أطعم في الدنيا في حياته .


 بينما يتضور جوعا(4) فأتاه جبرائيل : بجام من الجنة فيه تحفة ، فهلل الجام وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا ، فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل ذلك .


فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرائيل عليه السلام فقال له : كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها ، وإنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي ، فأكل صلى الله عليه وآله وسلم وأكلنا معه (منه) وإني لأجد حلاوتها ساعتي هذه.


 

فقال له اليهودي : فهذا نوح عليه السلام


صبر في ذات الله عزّ وجلّ وأعذار قومه إذ كذب . 


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم صبر في ذات الله ، وأعذر قومه إذ كذب وشرد وحصب بالحصى وعلاه أبو لهب بسلا شاة (5) فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل(6) ملك الجبال : أن شق الجبال ، وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فاتاه فقال له : إني قد أمرت لك بالطاعة ، فإن أمرت أن أطبق عليهم الجبال(7) فأهلكتهم بها . 


قال عليه الصلاة والسلام : إنما بعثت رحمة ، ربِ اهد أمتي فإنهم لا يعلمون ، ويحك يا يهودي : إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة وأظهر عليهم شفقة ، فقال : { رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي }هود45 فقال الله تبارك وتعالى اسمه : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } هود46 أراد جل ذكره إن يسليه بذلك .


 ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم لما غلبت عليه من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة ولم تدركه فيهم رقة القرابة ، ولم ينظر إليهم بعين مقة(8) .


قال له اليهودي : فإن نوحا دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر(9) .


قال له عليه السلام : لقد كان كذلك ، وكانت دعوته دعوة غضب .


 ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  هطلت له السماء بماء منهمر رحمة ، وذلك انه عليه السلام لما هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة ، فقالوا له : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم احتبس القطر ، واصفر العود ، وتهافت الورق(10) .


 فرفع يده المباركة حتى رئي بياض إبطيه ، وما ترى في السماء سحابة ، فما برح حتى سقاهم الله ، حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل ، فدام أسبوعا .


 فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا : يا رسول الله لقد تهدمت الجدر ، واحتبس الركب والسفر .


 فضحك عليه الصلاة والسلام وقال : هذه سرعة ملالة ابن آدم ، ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم في أصول الشيح ومراتع البقع(11) .


فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا ، وما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله عزّ وجلّ .


 

قال له اليهودي : فإن هذا هود عليه السلام


قد انتصر الله له من أعدائه بالريح ، فهل فعل بمحمد شيئا من هذا ؟


 قال عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا .


 إن الله عزّ وجلّ ذكره : قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصى ، وجنودا لم يروها ، فزاد الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على هود بثمانية آلاف ملك ، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط .


 وريح محمد صلى الله عليه وآله وسلم  ريح رحمة ، قال الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا }الأحزاب9 .


 

قال له اليهودي : فإن هذا صالح عليه السلام


أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة .

قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد عليه وآله السلام أعطي ما هو أفضل من ذلك ، إن ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة .


 ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم : بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ثم رغا(12) فأنطقه الله عزّ وجلّ فقال : يا رسول الله إن فلانا استعملني حتى كبرت ويريد نحري ، فأنا أستعيذ بك منه .


 فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى صاحبه فأستوهبه منه فوهبه له وخلاه .


 ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود .


فنطقت له الناقة ، فقالت : يا رسول الله إن فلانا مني برئ ، وإن الشهود يشهدون عليه بالزور ، وإن سارقي فلان اليهودي .


 

قال له اليهودي : فإن هذا إبراهيم عليه السلام


قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى ، وأحاطت دلالته بعلم الإيمان به .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، وأعطي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من ذلك قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته ( دلائله ) بعلم الإيمان به ، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمسة عشرة سنة ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم كان ابن سبع سنين قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجرتهم بين الصفا والمروة ، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته صلى الله عليه وآله وسلم .


فقالوا له : يا غلام ما اسمك ؟ قال : محمد .


قالوا : ما اسم أبيك ؟ قال : عبد الله .


 قالوا ما اسم هذه ؟ - وأشاروا بأيديهم إلى الأرض – . قال : الأرض .


قالوا : فما اسم هذه ؟ - وأشاروا بأيديهم إلى السماء - قال : السماء .


 قالوا : فمن ربهما ؟ قال : الله ، ثم انتهرهم وقال : أتشككونني في الله عزّ وجلّ ؟


 ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عزّ وجلّ مع كفر قومه ، إذ هو بينهم يستقسمون بالأزلام ويعبدون الأوثان ، وهو يقول : لا إله إلا الله . 


قال اليهودي: فإن إبراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلاثة(13).


فقال علي عليه السلام :لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  حجب عمن أراد قتله بحجب خمس : فثلاثة بثلاثة ، واثنان فضل .


 قال الله عزّ وجلّ : وهو يصف أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم :


فقال : { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا } فهذا الحجاب الأول .


 { وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا } فهذا الحجاب الثاني .


 { فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }يس9 فهذا الحجاب الثالث .


 ثم قال : { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا }الإسراء45 فهذا الحجاب الرابع .


 ثم قال : { فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ }يس8 فهذه حجب خمسة .


قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتاه مكذب بالبعث بعد الموت ، وهو أبي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه(14) ثم قال : يا محمد ( من يحيي العظام وهى رميم ) ؟


فأنطق الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته ، فقال : ( يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) يس 79 ، فانصرف مبهوتا .


قال له اليهودي: فان هذا إبراهيم جذ(15) أصنام قومه غضبا لله عزّ وجلّ. 


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  قد نكس عن الكعبة ثلاث مائة و ستين صنما ، ونفاها من جزيرة العرب ، وإذلال من عبدها بالسيف .


قال له اليهودي : فان هذا إبراهيم عليه السلام قد أضجع ولده وتله(16) للجبين .


فقال له على عليهم السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أعطي إبراهيم عليه السلام بعد الإضجاع (الاضطجاع) الفداء .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرة المصونة
عضو محترف
عضو محترف
الدرة المصونة


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : فلسطين
المزاج المزاج : خجل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 389
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
نقاط نقاط : 6049
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : opera
العمر العمر : 43

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 2:27 am

.

ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم : أصيب بأفجع منه فجيعة ، إنه وقف عليه وآله الصلاة والسلام على عمه حمزة أسد الله ، وأسد رسوله ، وناصر دينه ، وقد فرق بين روحه وجسده ، فلم يبين عليه حرقة ، ولم يفض عليه عبرة ، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي الله عزّ وجلّ بصبره ويستسلم لأمره في جميع الفعال .


 وقال صلى الله عليه وآله وسلم  : لولا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير .


 ولولا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك .


قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق ، فصبر فجعل الله عزّ وجلّ النار عليه بردا وسلاما ، فهل فعل بمحمد شيئاً من ذلك ؟


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك .


 ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  لما نزل بخيبرسمته الخيبرية فصير الله السم في جوفه بردا وسلاماً إلى منتهى أجله ، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف ، كما أن النار تحرق ، فهذا من قدرته لا تنكره .


 

قال له اليهودي : فإن هذا يعقوب عليه السلام


أعظم في الخير نصيبه ، إذ جعل الأسباط من سلالة صلبه ، ومريم ابنة عمران من بناته .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعظم في الخير نصيبا منه إذ جعل فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين من بناته والحسن والحسين من حفدته . 


قال له اليهودي : فإن يعقوب عليه السلام قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض(17) من الحزن .


قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، وكان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم قبض ولده إبراهيم قرة عينه في حياة منه ، وخصه بالاختبار ليعظم له الادخار ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم  : تحزن النفس ، ويجزع القلب ، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول ما يسخط الرب ، في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز ذكره والاستسلام له في جميع الفعال .


 

فقال اليهودي : فإن هذا يوسف عليه السلام


قاسى مرارة الفرقة ، وحبس في السجن توقيا للمعصية ، فالقي في الجب وحيدا .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم قاسى مرارة الغربة وفارق الأهل والأولاد والمال مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه ، فلما رأى الله عزّ وجلّ كآبته واستشعاره الحزن (18) أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف عليه السلام في تأويلها ، وأبان للعالمين صدق تحقيقها ، فقال :


 { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ }الفتح27.


ولئن كان يوسف عليه السلام حبس في السجن ، فلقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  نفسه في الشعب ثلاثة سنين ، وقطع منه أقاربه وذووا الرحم ، وألجئوه إلى أضيق المضيق ، فلقد كادهم الله عز ذكره له كيدا مستبينا ، إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه .


 ولئن كان يوسف عليه السلام القي في الجب ، فلقد حبس محمد صلى الله عليه وآله وسلم نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه : {ِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }التوبة40  ومدحه الله بذلك في كتابه . 


 

فقال له اليهودي : فهذا موسى بن عمران عليه السلام


 آتاه الله التوراة التي فيها حكمه .

قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل منه ، أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم  سورة البقرة والمائدة بالإنجيل ، وطواسين وطه ونصف المفصل والحواميم بالتوراة ، وأعطى نصف المفصل والتسابيح بالزبور ، وأعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم عليه السلام وصحف موسى عليه السلام ، وزاد الله عز ذكره محمدا صلى الله عليه وآله وسلم السبع الطوال(19) ، وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وأعطى الكتاب والحكمة . 


قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام ناجاه الله عزّ وجلّ على طور سيناء . 


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أوحى الله عزّ وجلّ إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم  عند سدرة المنتهى ، فمقامه في السماء محمود ، وعند منتهى العرش مذكور .


قال له اليهودي : فلقد ألقى الله على موسى عليه السلام محبة منه .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم  ما هو أفضل منه ، لقد ألقى الله عزّ وجلّ عليه محبة منه، فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله عزّ وجلّ به الشهادة فلا تتم الشهادة إلا أن يقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، ينادى به على المنابر ، فلا يرفع صوت بذكر الله عزّ وجلّ إلا رفع بذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم معه . 


قال له اليهودي : لقد أوحى الله إلى أم موسى لفضل منزلة موسى عليه السلام عند الله عزّ وجلّ .


قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد لطف الله جل ثناؤه لأم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن أوصل إليها اسمه حتى قالت : أشهد والعالمون أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم منتظر ، وشهد الملائكة على الأنبياء أنهم أثبتوه في الأسفار(20) ، وبلطف من الله عزّ وجلّ ساقه إليها ووصل إليها اسمه لفضل منزلته عنده حتى رأت في المنام أنه قيل لها : إنما في بطنك سيد ، فإذا ولدته فسميه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، فاشتق الله له اسما من أسمائه ، فالله محمود وهذا محمد(21) صلى الله عليه وآله وسلم  .


قال له اليهودي : فإن هذا موسى بن عمران قد أرسله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أرسله إلى فراعنة شتى : مثل أبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة ، وأبي البختري ، والنضر بن الحارث ، وأبي بن خلف ، ومنبه وبنيه ابني الحجاج ، وإلى الخمسة المستهزئين : الوليد بن المغيرة المخزومي ، والعاص بن وائل السهمي ، والأسود بن عبد يغوث الزهري ، والأسود بن المطلب ،  والحارث بن أبى الطلالة ، فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم حتى تبين لهم أنه الحق .


قال له اليهودي : لقد انتقم الله لموسى عليه السلام من فرعون .


 قال له علي عليه السلام :  لقد كان كذلك ، ولقد أنتقم الله جل اسمه لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  من الفراعنة ، فأما المستهزئون فقد قال الله تعالى : { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }الحجر95  فقتل الله كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد :


 فإما الوليد المغيرة : فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظية منه فانقطع أكحله (22) حتى أدماه ، فمات وهو يقول : قتلني رب محمد صلى الله عليه وآله وسلم  . 


وأما العاص بن وائل : فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده(23) تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة ، فمات وهو يقول : قتلني رب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم  - . 


وأما الأسود بن عبد يغوث : فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرائيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة ، فقال لغلامه : امنع عني هذا ، فقال : ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك ، فقتله وهو يقول : قتلني رب محمد .


وأما الأسود بن المطلب : فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا عليه أن يعمي الله بصره وأن يثكله ولده ، فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرائيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي ، وبقى حتى أثكله الله عزّ وجلّ ولده . 


وأما الحارث بن أبى الطلالة : فإنه خرج من بينه في السموم(24) فتحول حبشيا فرجع إلى أهله ، فقال : أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه ، وهو يقول : قتلني رب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم  - .


وروي(25) أن الأسود بن الحارث : أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه ، فمات وهو يقول : قتلني رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة .


وذلك أنهم : كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،  فقالوا له : يا محمد ننتظر بك إلى الظهر ، فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك .


 فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم ، فأتاه جبرائيل عليه السلام عن الله ساعته ، فقال له : يا محمد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ } الحجر94 يعني أظهر أمرك لأهل مكة وادعهم إلى الإيمان .


قال : يا جبرائيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أو عدوني ؟


قال له : { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }الحجر95 .


قال : يا جبرائيل كانوا الساعة بين يدي .


 قال : قد كفيتهم ، فأظهر أمره عند ذلك .


  وأما بقية الفراعنةفقتلوا يوم بدر بالسيف ، وهزم الله الجمع وولوا الدبر.


قال له اليهودي : فإن هذا موسى بن عمران قد أعطي العصا فكانت تتحول ثعبانا.


 قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه ، فاشتغل عنه وجلس يشرب ، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه ، فقال له بعض المستهزئين : من تطلب ؟ قال : عمرو بن هشام – يعني أبا جهل – لي عليه دين ، قال : فأدلك على من يستخرج الحقوق ؟ قال : نعم .


 فدله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان أبو جهل يقول : ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده .


فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : يا محمد بلغني أن بينك و بين عمر وبن هشام حسِن ، وأنا أستشفع بك إليه .


 فقام معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتى بابه ، فقال له : قم يا أبا جهل فأد إلى الرجل حقه ، وإنما كناه أبا جهل ذلك اليوم .


 فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه ، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه : فعلت ذلك فرقا من محمد .


 قال : ويحكم أعذروني ، إنه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ ، وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما ، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان .


هذا أكبر مما أعطي ، ثعبان بثعبان موسى عليه السلام ، وزاد الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم  ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب .


ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤذي قريشا بالدعاء ، فقام يوما : فسفه أحلامهم ، وعاب دينهم ، وشتم أصنامهم ، وضلل آباءهم .


 فاغتموا من ذلك غما شديدا ، فقال أبو جهل : والله للموت خير لنا من الحياة ، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيُقتل به ؟ فقالوا له : لا ، قال : فأنا أقتله ، فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به ، وإلا تركوني . قالوا :إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به . 


قال : إنه كثير السجود حول الكعبة ، فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته(26) به . فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطاف بالبيت أسبوعا ، ثم صلى وأطال السجود .


 فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه ، فلما أن قرب أقبل فحل من قبل رسول الله فاغرا(27) فاه نحوه ، فلما أن رآه أبو جهل فزع منه وارتعدت يده ، وطرح الحجر فشدخ رجله ، فرجع مدمى متغير اللون يفيض عرقا.


 فقال له أصحابه : ما رأيناك كاليوم ؟


 قال : ويحكم أعذروني فإنه من عنده فحل فاغرا فاه ، فكاد يبتلعني فرميت بالحجر فشدخت رجلي .


قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد أعطي اليد البيضاء ، فهل فعل بمحمد شيء من هذا ؟


 قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس ، وعن يساره أينما جلس ، وكان يراه الناس كلهم .


قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد ضرب له في البحر طريق ، فهل فعل بمحمد شيء من هذا ؟


 فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا خرجنا معه إلى حنين فإذا نحن بواد يشخب (28) فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة .


 فقالوا : يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا ، كما قال أصحاب موسى : إنا لمدركون .


 فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : ( اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك ) وركب صلى الله عليه وآله وسلم فعبرت الخيل لا تندى(29) حوافرها ، والإبل لا تندى أخفافها ، فرجعنا فكان فتحنا فتحا.


قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد أعطي الحجر فأنبجست منه اثنتا عشرة عينا.


 قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  لما نزل الحديبية وحاصره أهل مكة قد أعطي ما هو أفضل من ذلك ، وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ وأصابهم ذلك حتى التفت خواصر الخيل(30)  ، فذكروا له صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فدعا بركوة يمانية ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء ، فصدرنا وصدرت الخيل(31) رواء ، وملأنا كل مزادة(32) وسقاء .


ولقد كنا معه بالحديبية : وإذا ثم قليب (33) جافة ، فأخرج صلى الله عليه وآله وسلم  سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب فقال له : اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة فأغرسه فيها ، ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت السهم .


 ولقد كان يوم الميضأة(34) عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث دعا بالميضأة فنصب يده فيها ، ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل ، وشربوا حاجتهم ، وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا . 


قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد أعطي المن والسلوى ، فهل أعطي محمد صلى الله عليه وآله وسلم نظير هذا ؟(35)


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن الله عزّ وجلّ أحل له الغنائم ولامته ولم تحل لا حد قبله ، فهذا أفضل من المن والسلوى ، ثم زاده أن جعل النية له ولأمته بلا عمل عملا صالحا ولم يجعل لا حد من الأمم ذلك قبله ، فإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ، وإن عملها كتبت له عشرة . 


قال له اليهودي : فإن موسى عليه السلام قد ظلل عليه الغمام .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، و قد فعل ذلك لموسى عليه السلام في التيه ، و أعطي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أفضل من هذا : إن الغمامة كانت تظلله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره و أسفاره ، فهذا أفضل مما أعطي موسى عليه السلام .


 

قال له اليهودي : فهذا داود عليه السلام


 قد لين الله له الحديد فعمل منه الدروع .

قال له عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل منه : إنه لين الله عزّ وجلّ له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا(36) ، ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين ، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته(37) .


قال له اليهودي : فإن هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا ، إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي(38) من شدة البكاء ، وقد أمنه الله عزّ وجلّ من عقابه ، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ، ويكون إماما لمن اقتدى به .


 ولقد قام عليه وآله السلام عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه ، يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عزّ وجلّ : {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } طه2  بل لتسعد به .


ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه ، فقيل له : يا رسول الله أليس الله عزّ وجلّ قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟


قال : بلى أفلا أكون عبداً شكورا ؟

ولئن سارت الجبال وسبحت معه ، لقد عمل محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ما هو أفضل من هذا ، إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له : قر فليس عليك إلا نبي وصديق شهيد ، فقر الجبل مجيبا لأمره ومنتهيا إلى طاعته .


ولقد مررنا معه بجبل : وإذا الدموع تخرج من بعضه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : ما يبكيك يا جبل . فقال : يا رسول الله كان المسيح مر بي وهو يخوف الناس من نار وقودها الناس والحجارة ، فأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة .


 قال له : لا تخف تلك حجارة الكبريت ،  فقر الجبل وسكن وهدأ ، وأجاب لقوله صلى الله عليه وآله وسلم  .


 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرة المصونة
عضو محترف
عضو محترف
الدرة المصونة


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : فلسطين
المزاج المزاج : خجل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 389
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
نقاط نقاط : 6049
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : opera
العمر العمر : 43

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 2:31 am


 

قال له اليهودي: فإن هذا سليمان


 أعطي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.

فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا ، إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الأرض قبله وهو ميكائيل ؟ فقال له : يا محمد عش ملكا منعما ، وهذه مفاتيح خزائن الأرض معك ، وتسير معك جبالها ذهبا وفضة ، لا ينقص لك فيما أدخر لكفي الآخرة شيء ، فأومأ إلى جبرائيل عليه السلام وكان خليله من الملائكة – فأشار إليه : أن تواضع .


فقال : بل أعيش نبيا عبدا ، آكل يوما ولا آكل يومين ، وألحق بإخواني من الأنبياء من قبلي ، فراده الله تعالى :


 الكوثر ، وأعطاه الشفاعة ، وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة ،  ووعده المقام المحمود ، فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش ، فهذا أفضل مما أعطي سليمان ابن داود عليه السلام .


قال له اليهودي : فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت به في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر .


فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا : إنه اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر ، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى ، فدلي له من الجنة رفرف(39) أخضر و غشى النور بصره فرأى عظمة ربه عزّ وجلّ بفؤاده ولم يرها بعينه ، فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، فكان فيما أوحى إليه(40) الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى : { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}البقرة284 وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها ، وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وعرضها على أمته فقبلوها .


فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها ، فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه فقال : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ } فأجاب صلى الله عليه وآله وسلم  مجيبا عنه وعن أمته ، فقال جل ذكره : لهم الجنة والمغفرة علي إن فعلوا ذلك .


فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أمال إذا فعلت بنا ذلك { غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285 يعني المرجع في الآخرة ، قال : فأجابه الله جل ثناؤه : وقد فعلت ذلك بك وبأمتك، ثم قال عزّ وجلّ : أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها أمتك ، فحق عليَّ أن أرفعها عن أمتك . فقال { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا  لَهَا مَا كَسَبَتْ } من خير { وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } من شر .


فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع ذلك : أما إذ فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني .   قال : سل . 


قال : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } .


قال الله عزّ وجلّ : لست أو اخذ أمتك بالنسيان والخطأ لكرامتك عليَّ .


 وكانت الأمم السالفة : إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن أمتك .


 وكانت الأمم السالفة : إذا أخطئوا اخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك عليَّ .


فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم إذ أعطيتني ذلك فزدني .


 فقال الله تعالى له : سل . قال : { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } يعني بالأصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا فأجابه الله إلى ذلك .


 فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة . كنت : لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت ، وقد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا وطهورا ، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك .


وكانت الأمم السالفة : إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم ، وقد جعلت الماء لامتك طهورا ، فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك.


 وكانت الأمم السالفة : تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا(41) ، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا ، وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت على من كان قبلك .


 وكانت الأمم السالفة : صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار ، وهي من الشدائد التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمتك و فرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنهار وفي أوقات نشاطهم .


 وكانت الأمم السالفة : قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات وهي إحدى وخمسون ركعة ، و جعلت لهم أجر خمسين صلاة .


وكانت الأمم السالفة : حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة و هي من الآصار التي كانت عليهم ،فرفعتها عن أمتك وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة .


 وكانت الأمم السالفة : إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له وإن عملها كتبت له حسنة ، وإن أمتك إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشرا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك .


 وكانت أمم السالفة : إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت عليه سيئة ، وإن أمتك إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة ، وهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعت ذلك عن أمتك .


وكانت الأمم السالفة : إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم وجعلت توبتهم من الذنوب أن حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم ، وقد رفعت ذلك عن أمتك وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم ، وجعلت عليهم ستورا كثيفة ، وقبلت توبتهم بلا عقوبة ، ولا أعاقبهم بأن احرم عليهم أحب الطعام إليهم .


 وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم إلى الله من الذنب الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون أن أعاقبه في الدنيا بعقوبة وهي من الآصار التي كانت عليهم،  فرفعتها عن أمتك ، وإن الرجل من أمتك ليذنب عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة العين فأغفر له ذلك كله .


فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : اللهم إذ أعطيتني ذلك كله فزدني .  قال : سل .  قال : { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ }  .


فقال تبارك اسمه : قد فعلت ذلك بأمتك ، وقد رفعت عنهم أعظم بلايا الأمم ، وذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف خلقا فوق طاقتهم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا } قال الله عزّ وجلّ : قد فعلت ذلك بتائبي أمتك .


ثم قال : { فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286 قال الله عز اسمه : إن أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، هم القادرون وهم القاهرون ، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك عليَّ ، وحق عليَّ أن اظهر دينك على الأديان حتى لا يبقي في شرق الأرض وغربها دين إلا دينك ، أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية .


قال له اليهودي : فإن هذا سليمان عليه السلام سخرت له الشياطين ، يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أعطي محمد صلى الله عليه وآله وسلم  أفضل من هذا ، أن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها . وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم  الشياطين بالإيمان فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بني عمرو بن عامر (42) من الأحجة(43) منهم : شضاة ، ومضاة (44) والهملكان ، والمرزبان ، والمازمان ، ونضاة ، وهصب ، وهاضب(45)وعمرو ، وهم  الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم : {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ}وهم { يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ }الأحقاف29 .


فأقبل إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين ، فاعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا ، وهذا أفضل مما أعطي سليمان ،


سبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن لله ولدا ، فلقد شمل مبعثه من الجن والإنس مالا يحصى .


 

 

قال له اليهودي : فهذا يحيى بن زكريا .


يقال : إنه أوتي الحكم صبيا والحلم والفهم ، وإنه كان يبكي من غير ذنب ، وكان يواصل الصوم .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم  أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن يجيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية .


 ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان ولم يرغب لهم في صنم قط ، ولم ينشط لأعيادهم ، ولم  ير منه كذب قط صلى الله عليه وآله وسلم  ، وكان أمينا صدوقا حليما ، وكان يواصل صوم الأسبوع والأقل وأكثر ، فيقال في ذلك ، فيقول : إني لست كأحدكم ، إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني ، وكان يبكي صلى الله عليه وآله وسلم  حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم .


 

قال له اليهودي : فإن هذا عيسى بن مريم


 يزعمون أنه تكلم في المهد صبيا . 

قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض ، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد ، وبدا من فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام وما يليها ، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها ، والقصور البيض من إصطخر وما يليها ، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى فزعت الجن والأنس والشياطين ، وقالوا : حدث في الأرض حدث .


ولقد رئُيت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس ، وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده ، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة ، وكان له مقعد في السماء الثالثة ، والشياطين يسترقون السمع ، فلما رأوا الأعاجيب أرادوا أن يسترقوا السمع فإذا هموا قد حجبوا من السماوات كلها ، ورموا بالشهب ؛ دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله وسلم  .


قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل .


فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أعطي ما هو أفضل من ذلك، أبرأ ذا العاهة من عاهته ، فبينما هو جالس صلى الله عليه وآله وسلم  إذ سأل عن رجل من أصحابه .


فقالوا : يا رسول الله إنه قد صار من البلاء ، كهيئة الفرخ لا ريش عليه فأتاه عليه السلام  ، فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء ، فقال : قد كنت تدعو في صحتك دعاء ؟ قال : نعم ، كنت أقول : يا رب أيما عقوبة معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا . 


فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ألا قلت : ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ؟ فقالها : فكأنما نشط من عقال(46) وقام صحيحا وخرج معنا .


ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه صلى الله عليه وآله وسلم  ، فأخذ قدحا من ماء فتفل فيه ثم قال : امسح به جسدك ففعل فبرئ لم يوجد فيه شيء ، ولقد أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأعرابي أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا .


ولئن زعمت : أن عيسى عليه السلام أبرأ ذوي العاهات من عاهاتهم .


 فإن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم : بينما هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة فقالت : يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت ، كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب ، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقمنا معه فلما أتيناه قال له : جانب يا عدو الله ولي الله فأنا رسول الله ، فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا .


ولئن زعمت : أن عيسى عليه السلام أبرأ العميان .


فإن محمداً صلى الله عليه قد فعل أكبر من ذلك : إن قتادة بن ربعي كان رجلا صبيحا ، فلما أن كان يوم أُحد أصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته فأخذها بيده ، ثم أتى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم  فقال : يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني . فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى .


ولقد جرح عبد الله بن عتيك وبانت يده يوم حنين فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمسح عليه يده فلم تكن تعرف من اليد الأخرى .


 ولقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف مثل ذلك في عينه ويده ، فمسحه رسول الله فلم تستبينا . 


ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الأخرى ، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله وسلم  .


قال له اليهودي : فإن عيسى بن مريم يزعمون أنه قد أحيى الموتى بإذن الله تعالى .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  سبحت في يده تسع حصيات ، تسمع نغماتها في جمودها ولا روح فيها لتمام حجة نبوته .


ولقد كلمته الموتى من بعد موتهم و استغاثوه مما خافوا من تبعته ، ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال : ما ههنا من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي ؟ وكان شهيدا . 


ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام كلم الموتى ، فلقد كان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  ما هو أعجب من هذا ،إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  لما نزل بالطائف وحاصر أهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية ( مطبوخة ) بسم ، فنطق الذراع منها فقالت : يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة ، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عز وجل على المنكرين لنبوته ، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي(47) .


ولقد كان صلى الله عليه وآله وسلم : يدعو بالشجرة فتجيبه ، وتكلمه البهيمة ، وتكلمه السباع وتشهد له بالنبوة وتحذرهم عصيانه ، فهذا أكثر مما أعطي عيسى عليه السلام .


قال له اليهودي : إن عيسى يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم .


قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فعل ما هو أكثر من هذا ، إن عيسى عليه السلام أنبأ قومه بما كان من وراء حائط . ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  أنبأ عن مؤتة(48) وهو عنها غائب ، ووصف حربهم ومن استشهد منهم ، وبينه وبينهم مسيرة شهر .


وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شيء ، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم  : تقول أو أقول ؟ فيقول : بل قل يا رسول الله .


فيقول : جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته.


ولقد كان صلى الله عليه وآله وسلم : يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من أسرارهم شيئاً :


 منها : ما كان بين صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب إذا أتاه عمير فقال : جئت في فكاك ابني . فقال له : كذبت بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر ، وقلتم : والله للموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمد صلى الله عليه وآله وسلم بنا ، وهل حياة بعد أهل القليب ؟ 


فقلت أنت : لولا عيالي ودين علي لأرحتك من محمد ، فقال صفوان : عليَّ أن أقضي دينك وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن من خير أو شر .


 فقلت أنت : فأكتمها علي وجهزني حتى أذهب فأقتله ، فجئت لتقتلني ، فقال : صدقت يا رسول الله ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . وأشباه هذا مما لا يحصى . 


قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه خلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله عز وجل .


فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  قد فعل ما هو شبيه بهذا أخذ يوم حنين حجرا ، فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم  للحجر : انفلق فانفلق ثلاث فلق ، نسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى .


ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل و تقديس ، ثم قال لها : انشقي فانشقت نصفين ، ثم قال لها : التزقي فالتزقت ، ثم قال لها : اشهدي لي بالنبوة فشهدت ، ثم قال لها : ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل والتقديس ، ففعلت ، وكان موضعها بجنب الجزارين بمكة . 


قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه كان سياحا .


فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم  كانت سياحته في الجهاد ، واستنفر في عشر سنين مالا يحصى من حاضر وباد ، وأفنى فئاما(49) عن العرب من منعوت بالسيف ، لا يداري بالكلام ولا ينام إلا عن دم ، ولا يسافر إلا وهو متجهز لقتال عدوه . 


قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا .


 قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أزهد الأنبياء عليهم السلام ، كان له ثلاث عشرة زوجة سوى من يطيف به من الإماء ، ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام ، وما أكل خبز بر قط ، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط ، توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم ، ما ترك صفراء ولا بيضاء مع ما وطئ(50) له من البلاد ومكن له من غنائم العباد ، ولقد كان يقسم في اليوم الواحد ثلاث مائة ألف وأربعمائة ألف ، ويأتيه السائلبالعشي فيقول : والذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير ولا صاع من بر ولا درهم ولا دينار . 


قال له اليهودي :فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم  رسول الله ، وأشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  ، وزاد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم  على الأنبياء صلوات الله عليهم أضعاف درجة .


فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم ، فقال : ويحك ومالي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله عز وجل في عظمته ، فقال جلت عظمته : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم 4 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


 

 

الحديث الثاني


حديث جامع لبعض معجزات نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم


 

ـــ ( قصة حديث المعجزات وسبب ذكره ) ـ :


في قرب الإسناد : عن الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال :


كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم وأنا طفل خماسي(1) إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الأمة ، والحجة على أهل الأرض ؟


 قال لهم : نعم .


 قالوا : إنا نجد في التوراة إن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك ، وثبت في غيركم ، ونلقاكم مستضعفين مقهورين ، لا يرقب فيكم ذمة نبيكم(2) ؟


فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ، ثم قال : نعم لم تزل أنبياء الله(3) مضطهدة(4) مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة، وقليل من عباد الله الشكور .


  قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، وأوتوا العلم تلقينا(5) ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل أوتيتم ذلك ؟


 فقال أبو عبد الله عليه السلام : أدنه يا موسى ، فدنوت فمسح يده على صدري ، ثم قال : اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله .


 ثم قال : سلوه عما بدا لكم .


 قالوا : وكيف نسأل طفلا لا يفقه ؟


قلت : سلوني تفقها ، ودعوا العنت(6) . 


قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران .


 قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر .


 قالوا : صدقت ، فما أعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليه ؟


 قلت : آيات كثيرة أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا .


ـــ ( معجزات نبينا قبل البعثة ) ـ :


 أما أول ذلك : فإن أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان(7) رسالته بالرجوم ، وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة . 


ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته ، وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفوليته ، وحين أيفع ، وفتى(8) وكهلا ، لا يعرف له  شكل(9) ، ولا يوازيه مثل .


ومن ذلك : إن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه(10) قريش فيهم عبد المطلب ، فسألهم عنه ، ووصف لهم صفته ،فأقروا جميعا بأن هذه الصفة في محمد ، فقال : هذا أوان مبعثه ومستقره أرض يثرب وموته بها . 


ومن ذلك : إن أبرهة بن يكسوم(11) قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه ، فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت ربا يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيرا أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها .


ـ( معجزات نبينا بعد البعثة في مكة )ـ :


ومن ذلك : إن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي أتاه وهو نائم خلف جدار ، ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه .


ومن ذلك : إن أعرابيا باع ذودا له من أبي جهل فمطله(12) بحقه ، فأتى قريشا فقال : أعدوني على أبي الحكم فقد لوى بحقي ، فأشاروا إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم  وهو يصلي في الكعبة .


فقالوا : ائت هذا الرجل فاستعديه عليه ، وهم يهزؤون بالإعرابي ، فأتاه فقال له : يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي ، قال : نعم ، فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج إليه متغيرا فقال له ما حاجتك ؟ قال : أعط الإعرابي حقه .


 قال : نعم ، وجاء الإعرابي إلى قريش فقال : جزاكم الله خيرا ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فأخذ حقي ، وجاء أبو جهل فقالوا : أعطيت الإعرابي حقه ؟ قال : نعم ، قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد(13) ونهزأ بالإعرابي ،  قال : يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه ، فقال : أعط الإعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحا فاه كأنه يريدني ، فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لأبتلع رأسي ، فأعطيته .


ومن ذلك : إن قريشا أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود ، وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه ، فقالوا : صفوا لنا صفته ، فوصفوه .


وقالوا : من تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا ، فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له . 


ومن ذلك : إن قريشا أرسلت سراقة بن جعشم حتى يخرج إلى المدينة في طلبه فلحق به ، فقال صاحبه : هذا سراقة يا نبي الله .


فقال : اللهم أكفنيه ، فساخت قوائم ظهره(14) . فناداه يا محمد خل عني بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك ، وكل من عاداك لا أصالح  . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : اللهم إن كان صادق المقال فأطلق فرسه ، فأطلق فوفى ، وما انثنى  بعد ذلك (15) .


ـ( معجزات نبينا في المدينة المنورة )ـ :


ومن ذلك  : أن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم  فقال عامر لأزيد : إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فاعله بالسيف(16) ، فلما دخلا عليه قال عامر : يا محمد حال(17) . قال : لا حتى تقول : لا إله إلا الله ، وإني رسول الله . وهو ينظر إلى أربد ، وأربد لا يخبر شيئا(18) ، فلما طال ذلك نهض وخرج ، وقال لأربد : ما كان أحد على وجه الأرض أخوف منك على نفسه فتكا منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم .


  فقال له أربد : لا تعجل فإني ما هممت بما أمرتني به إلا دخلت الرجال بيني وبينك حتى ما أبصر غيرك فأضربك . 


ومن ذلك : إن أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أنيسألاه عن الغيوب ، فدخلا عليه فأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم  على أربد فقال : يا أربد أتذكر ما جئت له يوم كذا وكذا ومعك عامر بن الطفيل ؟ وأخبر بما كان منهما ، فقال أربد : والله ما حضرني وعامرا أحد وما أخبرك بهذا إلا ملك السماء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله .


ـ( معجزة إجابة نبينا عن الأسئلة قبل أن يُسأل )ـ :


ومن ذلك : أن نفرا من اليهود أتوه فقالوا لأبي الحسن جدي : استأذن لنا على ابن عمك نسأله ، فدخل علي عليه السلام فأعلمه


 فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وما يريدون مني ؟ فإني عبد من عبيد الله ، لا أعلم إلا ما علمني ربي ، ثم قال : أذن لهم فدخلوا عليه .


 فقال : أتسألوني عما جئتم له أم أنبئكم ؟ قالوا : نبئنا .


 قال : جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم .


 قال : كان غلاما من أهل الروم ، ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بنى السد فيها ، قالوا :نشهد أن هذا كذا .


ومن ذلك : أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه فقال : لا أدع من البر والأثم شيئا إلا سألته عنه ، فلما أتاه قال له بعض أصحابه : إليك يا وابصة عن رسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : دعه ، أدنه يا وابصة ، فدنوت .  فقال : أتسأل عما جئت له أو أخبرك ؟   قال : أخبرني .


 قال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرة المصونة
عضو محترف
عضو محترف
الدرة المصونة


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : فلسطين
المزاج المزاج : خجل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 389
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
نقاط نقاط : 6049
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : opera
العمر العمر : 43

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 2:32 am

ومن ذلك : إن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه .



فقال صاحبها : لو كان نبيا لعلم أين الناقة .



فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : الغيب لا يعلمه إلا الله(24) ، انطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال .



ومن ذلك : إنه مر على بعير ساقط فتبصبص له(25) ، فقال : إنه ليشكو شر ولاية أهله له ، وسأله أن يخرج عنهم.



فسأل عن صاحبه فأتاه فقال : بعه وأخرجه عنك ، فأناخ البعير يرغو ، ثم نهض وتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يسألني أن أتولى أمره ، فباعه من علي عليه السلام فلم يزل عنده إلى أيام صفين .



ومن ذلك : إنه كان في مسجده إذ أقبل جمل ناد(26) حتى وضع رأسه في حجره ، ثم خرخر(27) ، فقال النبي صلى الله عليه آله : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه فجاء يستغيث ، فقال رجل : يا رسول الله هذا لفلان وقد أراد به ذلك ، فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره ففعل .





ـ( معجزة استجابة دعاء نبينا على أقوام )ـ :



ومن ذلك : إنه دعا على مضر فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر(28) ، واجعلها عليهم كسني يوسف ، فأصابهم سنون(29) ، فأتاه رجل فقال : فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح(30) .



فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " اللهم دعوتك فأجبتني ، وسألتك فأعطيتني ، اللهم : فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا(31) طبقا سجالا عاجلا غير رائث(32) ، نافعا غير ضار " فما قام حتى ملا كل شيء ، ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا : يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حوالينا ولا علينا ، فانجابت السحابة عن المدينة وصار فيما حولها وأمطروا أشهرا(33) .





ـ( معجزة تضليل الغمام لنبينا ومعرفة الراهب بنبوته )ـ :



ومن ذلك :أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش فلما كان بحيال بحير(34) الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالما بالكتب وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلى الله عليه وآله وسلم به ، وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعي إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها .



فقال : هل بقي في رحالكم أحد ؟ فقالوا : غلام يتيم .



فقام بحير الراهب : فاطلع ، فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نائم وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ففعلوا ، وبحير مشرف عليه وهو يسير والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولا وما يكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك (35) ، وكان معهم عبد خديجة بنت خويلد ، فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها بالذي بأنها من خبر بحير (36) .





ـ( معجزة إطعام نبينا للكثير بطعام قليل )ـ :



ومن ذلك : أنه كان بمكة قبل الهجرة أيام ألبت عليه قومه وعشائره ، فأمر عليا أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاما ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب فدعا أربعين رجلا .



فقال : احضر لهم طعاما يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة ، فقدمه إليهم ، وقال : كلوا وسموا ، فسمى (37) ولم يسم القوم .



فأكلوا وصدروا شبعى(38) ، فقال أبو جهل : جاد ما سحركم محمد ، يطعم من طعام ثلاثة رجال أربعين رجلا ، هذا والله السحر الذي لا بعده .



فقال علي عليه السلام : ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم فطعموا وصدروا .



ومن ذلك : أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : " دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم ، وذرة بدرهم ، وأتيت به فاطمة عليها السلام حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت : لو دعوت أبي ، فأتيته وهو مضطجع وهو يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعا ، فقلت له : يا رسول الله إن عندنا طعاما ، فقام واتكأ علي ومضينا نحو فاطمة عليه السلام .



فلما دخلنا قال : هلم طعامك يا فاطمة ، فقدمت إليه البرمة(39) والقرص ، فغطى القرص وقال : " اللهم بارك لنا في طعامنا " .



ثم قال : اغرفي لعائشة ، فغرفت ، ثم قال : اغرفي لام سلمة فغرفت ، فما زالت : تغرف حتى وجهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة ومرقا .



ثم قال : اغرفي لابنيك وبعلك ، ثم قال : اغرفي وكلي وأهدي لجاراتك ، ففعلت وبقي عندهم أياما يأكلون .





ـ( معجزة عدم تأثر نبينا بالسم )ـ :



ومن ذلك : إن امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذراع ، وتناول بشر الكراع(40) ، فأما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلاكها ولفظها ، وقال : إنها لتخبرني أنها مسمومة ، وأما بشر فلاك المضغة وابتلعها فمات ، فأرسل إليها فأقرت ، فقال : ما حملك على ما فعلت ؟



قالت : قتلت زوجي وأشراف قومي ، فقلت : إن كان ملكا قتلته ، وإن كان نبيا فسيطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك .



ـ( معجزة إطعام من حضر بحفر الخندق بشاة )ـ :



ومن ذلك : إن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص(41) ، ورأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحفر وبطنه خميص . فأتيت أهلي فأخبرتها ، فقالت : ما عندنا إلا هذه الشاة ، ومحرز(42) من ذرة ، قال : فاخبزي ، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي حتى إذا أدرك ، أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله اتخذت طعاما فأتني أنت ومن أحببت .



فشبك أصابعه في يده ، ثم نادى ألا إن جابرا يدعوكم إلى طعامه ، فأتى أهله مذعورا خجلا فقال لها : هي الفضيحة قد جفل(43) بها أجمعين .



فقالت : أنت دعوتهم أم هو . قال : هو . قالت : فهو أعلم بهم ، فلما رآنا أمر بالأنطاع(44) ، فبسطت على الشوارع ، وأمره أن يجمع (45) التواري - يعني قصاعا كانت من خشب - والجفان ، ثم قال : ما عندكم من الطعام ؟ فأعلمته ، فقال : غطوا السدانة(46) والبرمة والتنور واغرفوا ، وأخرجوا الخبز واللحم وغطوا ، فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئا حتى شبع القوم وهم ثلاثة آلاف ، ثم أكل جابر وأهله وأهدوا وبقي عندهم أياما .



ـ( معجزة إخباره عن فضله وبركته على سعد)ـ :



ومن ذلك :أن سعد بن عبادة الأنصاري أتاه عشية وهو صائم فدعاه إلى طعامه ، ودعا معه على بن أبي طالب عليه السلام ، فلما أكلوا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نبي ووصي ، يا سعد أكل طعامك الأبرار ، وأفطر عندك الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة، فحمله سعد على حمار قطوف ، وألقى عليه قطيفة ، فرجع الحمار وإنه لهملاج(47) ما يساير .



ـ( معجزة بركة نبينا على الماء فيكفي أصحابه)ـ :



ومن ذلك : أنه أقبل من الحديبية وفي الطريق ماء يخرج من وشل(48) بقدر ما يروي الراكب والراكبين ، فقال : من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه ، فلما انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء ، ففاض الماء فشربوا وملا وأداواهم ومياضيهم(49) وتوضئوا . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لان بقيتم أو بقى منكم ليسقين(50) بهذا الوادي يسقى ما بين يديه من كثرة مائه ، فوجدوا ذلك كما قال .



ـ( معجزة نبينا في أخباره بالغيوب)ـ :



ومن ذلك : إخباره عن الغيوب وما كان وما يكون فوجدوا ذلك موافقا لما يقول .



ومن ذلك : أنه أخبر صبيحة الليلة التي اسري به بما رأى في سفره ، فأنكر ذلك بعض وصدقه بعض ، فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة (51) ، وهيأتهم ومنازلهم وما معهم من الأمتعة ، وإنه رأى عيرا أمامها بعير أورق ، وأنه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس .



فعدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم ، فلما كانوا هناك طلعت الشمس ، فقال بعضهم : كذب الساحر .



وبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق(52) فقالوا : صدق ، هذه ، نعم قد أقبلت .



ـ( معجزة نبينا حين يسقي صحبه الماء في تبوك)ـ :



ومن ذلك :إنه أقبل من تبوك فجهدوا عطشا وبادر الناس إليه يقولون : الماء الماء يا رسول الله ، فقال لأبي هريرة : هل معك من الماء شيء ؟ قال : كقدر قدح في ميضاتي ، قال : هلم ميضاتك ، فصب ما فيه في قدح ودعا وأوعاه(53) وقال : ناد من أراد الماء ، فأقبلوا يقولون : الماء يا رسول الله . فما زال يسكب وأبو هريرة يسقي حتى روي القوم أجمعون. و ملئوا ما معهم ، ثم قال لأبي هريرة : اشرب ، فقال : بل آخركم شربا ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشرب .



ـ( معجزة بركة نبينا على التمر حتى كفى أصحابه )ـ :



ومن ذلك : أن أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرت به أيام حفرهم الخندق ، فقال لها : إلى أين تريدين ؟ قالت : إلى عبد الله بهذه التمرات ، فقال : هاتيهن فنثرت في كفه ، ثم دعا بالأنطاع وفرقها عليها وغطاها بالأزر ، وقام وصلى ففاض التمر على الأنطاع ، ثم نادى هلموا وكلوا ، فأكلوا وشبعوا وحملوا معهم ودفع ما بقي إليها .



ومن ذلك : أنه كان في سفر فأجهدوا جوعا ، فقال : من كان معه زاد فليأتنا به فأتاه نفر منهم بمقدار صاع ، فدعا بالأزر والأنطاع ثم صب التمر عليها ، ودعا ربه فأكثر الله ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة .



ـ( معجزة بركة نبينا على زيادة ماء البئر واللبن والسمن)ـ :



ومن ذلك : إنه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم ، فقالوا : يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان القيظ(54) اجتمعنا عليها ، وإذا كان الشتاء تفرقنا على مياه حولنا ، وقد صار من حولنا عدوا لنا ، فادع الله في بئرنا ، فتفل صلى الله عليه وآله وسلم في بئرهم ففاضت المياه المغيبة ، وكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها بعد من كثرة مائها ، فبلغ ذلك مسيلمة الكذاب فحاول مثله من قليب قليل ماؤه ، فتفل الأنكد في القليب فغار ماؤه ، وصار كالجبوب(55) .



ومن ذلك : أن سراقة بن جعشم حين وجهه قريش في طلبه ناوله نبلا من كنانته ، وقال له : ستمر برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي ، أطعم عندهم واشرب ، فلما انتهى إليهم أتوه بعنز حايل(56) فمسح صلى الله عليه وآله وسلم ضرعها فصارت حاملا ودرت حتى ملئوا الإناء وارتووا .



ومن ذلك : إنه نزل بأم شريك فأتته بعكة(57) فيها سمن يسير ، فأكل هو أصحابه ، ثم دعا لها بالبركة فلم تزل العكة تصب سمنا أيام حيتها .



ـ( معجزة عدم رؤية امرأة أبو لهب له )ـ :



ومن ذلك : إن أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر بن أبي قحافة ، فقال : يا رسول الله هذه أم جميل محفظة ، أي مغضبة تريدك ، ومعها حجر تريد أن ترميك به .



فقال : إنها لا تراني ، فقالت لأبي بكر : أين صاحبك ؟ قال : حيث شاء الله ، قالت : لقد جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني ، واللات والعزى إني لشاعرة . فقال أبو بكر : يا رسول الله لم ترك ؟



قال : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجابا .



ـ( معجزة تصديق اليهود له بما نقل عنه عن الإمام الكاظم )ـ:



ومن ذلك : كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الخلال(58) التي إن ذكرناها لطالت .



فقالت اليهود : وكيف لنا أن نعلم أن هذا كما وصفت ؟



فقال لهم موسى عليه السلام : وكيف لنا بأن نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى صلى الله عليه على ما تصفون ؟



قالوا : علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين .



قال لهم : فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل(59) لقنه الله من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين .



فقالوا :نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنكم الأئمة والقادة والحجج من عند الله على خلقه .



فوثب أبو عبد الله عليه السلام فقبل بين عيني .



ثم قال : أنت القائم من بعدي .

ـ فلهذا قالت الواقفة : إنه حي ، وإنه القائم(60) .ـ

ثم كساهم أبو عبد الله عليه السلام ووهب لهم وانصرفوا مسلمين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].





هذه يا طيب : بعض معجزات نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد ذكرتها الروايات الكثيرة بحديث لكل معجزة ، وفصلت بعضها ، وجمعها ونقلها بالتفصيل يحتاج لكتاب ، ولذا نكتفي بها فإن هذين الحديثين جامعين لأغلبها ، وهي كما في الحديث الأول كانت مقارنة مع معجزات الأنبياء الكرام على طول التاريخ في مختلف الأمم من آدم حتى نبينا الأكرم ، وقد حكى بعضها الله سبحانه وتعالى قصصها في القرآن المجيد كتابه الخالد عن الأنبياء وأممهم وتجدها في قصصهم معهم ، وهي مسلم لمن آمن بالله وقدرته وعظمته في تأييد دينه وإقامة الحجة على عباده ، حتى يؤمنوا به الطيبون ، ولا عذر يبقى للمنافقين والكفار والمشركين حتى يتساهلوا فلا يطيعوا سيد المرسلين وخاتم النبيين .



وإنه فقط لو كان باقي من معجزات نبينا الأكرم القرآن المجيدوما حكاه من المعجزات الواقعة ،لكفى به دليل محكم على نبوته وصدق بعثته من رب العالمين وبأكمل دين ولكل البشر إلى يوم القيامة ، فإنه في تعاليم كل هدى وما يصلح البشر إلى يوم القيامة .



كما إنه في القرآن المجيد حكى عن معجزات كثيرة تخص شرف نبينا الأكرم وشأنه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنها خص بها أجداده كبناء الكعبة وشرفها وصدق وجودها بأمر الله من قبل جده إبراهيم عليه السلام ، وهجرة اليهود للمدينة وحولها ينتظرون بعثته وترقب المسيحيين المخلصين لظهور دعوته ومعرفته بأوصافه ، ومنها رمي جيش أصحاب الفيل بحجارة من سجيل وحافظ على شرف الكعبة رب العالمين وبين لنا فضل جده عبد المطلب وكرامته ، وكرمه بزمزم وغيرها ، بل فضل أبو طالب عمه بكثير من العلامات لكفالته له وشأنه الكريم ، وبالخصوص مسألة أكل الأرضة لصحيفة المقاطعة في مكة ، وكذا صدق الله مسألة المعراج بقدوم العير وإخبارهم صدق علاماته ، وكذا صدق النبي في مسألة الروم وغلبها لفارس بعد ما غلبت في بضع سنين ، وفتح مكة وغيرها من انتشار دينه وهدى ، وغيرها من العلامات المعجزة التي تهدي كل منصف لأن يصدق نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .



وإن القرآن المجيد : نزل وهم شاهدون لهذه الوقائع وفي زمانهم ولم يكذبها أحد ، وهذا شرف كريم لنبينا الصادق الأمين صلى الله عليه وآله ، وإن أحببت المزيد فراجع الكتب الموسعة الذاكرة لكل سيرته ومعجزاته ، ونكتفي بهذا المقدار.

ونسأل الله أن يهبنا التصديق بها ، والجد لتطبيق هداه وعن إيمان برسالته ودينه القيم بكل حدوده ، ومخلصين له الدين حتى ليجعلنا نحف بنينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وكل الصالحين والأنبياء والمرسلين ، تحت عرشه في المقام المحمود والناس مشغولين بالحساب ، إنه أرحم الراحمين وهو ولي التوفيق ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بحار الأنوار ج10ص28ب2ح1 عن الاحتجاج : 111 – 120.

توضيح وبيان للحديث ذكر في بحار الأنوار للعلامة المجلسي رحمه الله :


(1) كاع عنه : جبن عنه وهابه . (2) أزرى به وأزراه : عابه ووضع من حقه . (3)اعترافا في خ ل أي نسخه بدل ، وكل ما نضعه بين قوسين في المتن فهو لنسخ بدل .(4) أي يتلوى من وجع الجوع.


(5) في المصدر بسلا ناقة وشاة ،السلى : جلدة يكون فيها الولد في بطن أمه وإذا انقطع في البطن هلكت الأم والولد . (6) في نسخة : إلى حامل . وفى أخرى : إلى جاجائيل . وفى ثالثة . حبابيل .(7) في نسخة : وان أمرت أطبقت عليهم الجبال . (8) المقة : بكسر الميم : المحبة .


(9) انهمر الماء : انسكب وسال ، هطل المطر : نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر والمنهمر : الغزير ، أي ماء شديد الانصباب سريع التهطال . (10)أي تساقط وتتابع . (11) والشيح بالكسر : نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه : ( ومراتع البقع ) البقع بالضم جمع الأبقع وهو ما خالطا بياضه لون آخر ، ولعل المراد الغراب الأبقع فإنه يفر من الناس و يرتع في البوادي ويحتمل أن يكون في الأصل البقيع أو لفظ آخر ، والظاهر أن فيه تصحيفا .


(12) رغا البعير : صوت وضج .(13)قوله : ( بحجب ثلاثة ) لعل المراد البطن والرحم والمشيمة حيث أخفى حمله عن نمرود ، أوفي الغار بثلاثة حجب ، أو أحدها عند الحمل والثاني في الغار والثالث في النار . (14) نخر العظم : بلى وتفتت ، فهو ناخر ونخر ، فرك الشيء : حكه حتى تفتت . 


(15)  جذه : كسره فانكسر .(16) تله : أي صرعه . (17) حرض : كان مضنى مرضا فاسدا أي حتى كاد يشرف على الهلاك من الحزن . (18) الكأبة : الغم وسوء الحال والانكسار من الحزن . استشعر الخوف أي جعله شعار قلبه .


(19) والسبع الطوال على المشهور من البقرة إلى الأعراف ، والسابعة سورة يونس أو الأنفال وبراءة جميعا ، لأنهما سورة واحدة عند بعض والمراد هنا ما يبقى بعد إسقاط البقرة والمائدة وبراءة  ، وقوله : ( والقرآن العظيم ) أريد به بقية القرآن ، أو المراد به الفاتحة أيضا ، وقوله : ( وأعطي الكتاب ) إشارة إلى البقية قال الطريحى في مجمع البحرين : المفصل سمى به لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور وقيل لقصر سوره ، واختلف في أوله فقيل من سورة ق ، وقيل : من سورة محمد ، وقيل : من سورة الفتح ، وعن النووي مفصل القرآن من محمد ، وقصاره من الضحى إلى آخره ، ومطولاته إلى عم ، ومتوسطاته إلى الضحى ، وفى الخبر المفصل ثمان وستون سورة انتهى .


(20) الأسفار : جمع السفر بالكسر فالسكون : التوراة.

(21)قوله : عليه السلام : ( في هذا الاسم ) يحتمل أن يكون المعنى أن اسمه صلى الله عليه وآله وسلم  يدل على أن الله تعالى ألقى محبته على العباد لدلالته على كونه محمودا في السماء والأرض ، أو يكون المراد بالاسم الذكر ، فكثيرا ما يطلق عليه مجازا ،من الاسم ، والحاصل أنه من الذي يشركه في أن لايتم الشهادة لله بالوحدانية إلا بذكر اسمه والشهادة له بالنبوة ؟ كل هذا إذا قرء ( من ) بالفتح ، وبمكن أن يقرأ بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الأخيرين.


(22) النبل : السهام العربية ويقال : رشت السهم : إذا ألزقت عليه الريش والشظية : الفلقه من العصا ونحوها والأكحل :  عرق في اليد يفصد  (23)أي فتدحرج . (24) السموم : الريح الحارة . (25)قوله : ( وروي ) الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر . (26) والشدخ : كسر الشيء الأجوف أي شدخت رأسه به. (27) ويقال : فغر فاه ، أي فتحه .(28) أي يسيل . (29) أي لا تبتل


(30) قوله : ( وحتى التفت خواصر الخيل ) أي جنبتاها من شدة العطش . (31) صدر عن الماء : رجع عنه .(32) المزادة : ما يوضع فيه الزاد . (33) القليب : البئر وقيل : البئر القديمة . (34) الميضأة والميضاءة : الموضع يتوضأ فيه المطهرة يتوضأ منها .(35) في نسخة : فهل فعل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  هذا ؟


 (36)قوله عليه السلام : ( وجعلها غارا ) يدل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم  ليلة الغار أحدث الغار ودخل فيه ولم يكن ثمة غار ، وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج  . (37) وأما قوله : ( قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته ) أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس ، ويلوح لي أن فيه تصحيفا ، وكان في الأصل ( وجعلها هارا ) فيكون إشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم  أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول ، فصب صلى الله عليه وآله وسلم  عليها ماء فصارت هائرة متساقطة فقوله : ( قد رأينا ذلك ) إشارة إلى هذا .


(38) وقال الجزري : فيه : ( إنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ) أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء ، وقيل : هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء انتهى  والمرجل كمذبر : القدر والأثافي : الأحجار يوضع عليها القدر .


(39) والرفرف : ثياب خضر يتخذ منها المحابس وتبسط ، وكسر الخباء ، وجوانب الدرع وما تدلى منها ، وما تدلى من أغصان الأيكة وفضول المحابس والفرش وكل ما  فضل فثنى والفراش ، ذكرها الفيروز آبادي .


  (40)قوله عليه السلام : ( فكان فيما أوحى إليه ) لعل المعنى أنه كانت تلك الآية فيما أوحى الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتى تبليغها أمته وقبولهم لها ، فيكون ذكرها لبيان سبب ما أوحى إليه صلى الله عليه وآله وسلم  في هذا الوقت ، ويحتمل أن يكون التبليغ إلى أمير المؤمنين عليه السلام من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلى ساق العرش ، ويحتمل أن يكون التبليغ بعد النزول ويكون قوله : ( فلما رأى الله تعالى منهم القبول ) أي علم الله منهم أنهم سيقبلونها . والأول أظهر .


(41)والثبور : الهلاك والخسران .  (42)فاقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم ، واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر . (43)قوله عليه السلام : من الاحجة جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه ، وفي بعض النسخ : من الأجنحة ، أي الرؤساء ، أو اسم قبيلة منهم .(44)في هامش المصدر : شصاة ومصاة خ ل 


(45) في المصدر : وهاضب وهضب . (46) أي أطلق من عقال .

 (47)قوله عليه السلام : ( وشي ) أي بعد ما كان مشويا مطبوخا.

(48) ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة وفتح التاء : اسم موضع قتل فيها جعفر بن أبى طالب ، ومرت قصته وكيف أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم  عن شهادته وغيرها . (49) والفئام بالكسر مهموزا : الجماعة الكثيرة كما ذكره اللغويون ، وقد فسر في بعض أخبارنا بمائة ألف .(50) قوله عليه السلام : ( مع ما وطئ له من البلاد ) على بناء المجهول من باب التفعيل ، أي مهد وذلل ويسر له فتحها والاستيلاء عليها ، من قولهم : فراش وطئ أي لا يؤذي جنب النائم . 


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] توضيح ذكره في البحار (1) قال الفيروزآبادي : غلام خماسي : طوله خمسة أشبار . (2) أي لا يحفظ فيكم ذمة نبيكم ، والذمة : العهد والأمان . والحرمة والحق . وقال : رقبه : انتظره ، والشيء : حرسه . (3) أمناء الله خ ل . (4) اضطهده : قهره وجار عليه ، أذاه واضطره بسبب المذهب والدين . 

(5) أى تلقينا من الملك بوحى وإلهام ، ولم يكن علومهم مكتسبة من طريق يكتسب غيرهم .(6) أي ولا تسألوني متعنتا ، والمتعنت : من يسأل غيره من جهة التلبيس عليه ، والعنت محركة : الفساد والإثم والهلاك ، ودخول المشقة على الإنسان .


(7) قوله عليه السلام : فمنعت في أوان رسالته ، لعله محمول على المنع الشديد ، أو المراد بأوان الرسالة ما تقدمها أيضا إلى الولادة ، لئلا ينافي ما سبق من أن ظهور ذلك كان عند ولادته صلى الله عليه وآله وسلم  . أقول الظاهر المنع منعين الأول بدون رجم والثاني منع شديد مع الرجم وتشهد له سورة الجن .


(8) وفتى أي حين كان فتى ، والفتى : الشاب الحدث .  وأيفع الغلام ، أي ارتفع و ترعرع وناهز البلوغ . (9) الشكل : المثل والنظير . 


(10) وفد خ ل وفى المصدر : وفد عليه مثل وفد قريش . أقول : لعل كلمة مثل زائدة .وقوله عليه السلام : وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن ، خلاف ما هو المشهور من أن قصة الفيل كانت في سنة ولادته صلى الله عليه وآله وسلم  أو قبله كما قصة الفيل ، ووفد قريش مع عبد المطلب على سيف بن ذي يزن ، وتقدم هناك خبر يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  كان ولد حين الوفود راجع البحار ج 15 : 186 وأما قصة الفيل فكانت قبل ولادته صلى الله عليه وآله وسلم   ، وهذا أوثق لصحة الخبر ، ويمكن أن يتكلف بحمل هذا الخبر من سيف على خبر آخر غير ما سبق ، أو بحمل قوله : بأن هذه الصفة في محمد ، على أن المراد الصفة من حيث الأب والأم والآثار بأن يكون قبل مولده ، ولا يخفى بعدهما .


(11) راجع البحار تجد قصته في الباب الأول : ج 15 ص 65 . (12) والذود من الإبل : ما بين الثلاث إلى العشر . مطله بحقه : سوفه بوعد الوفاء مرة بعد الأخرى . وأعدى فلانا على فلان : نصره واعانه عليه واستعدى الرجل : استعان به . قوله : أعدوني ، أي انصروني ، ولواه بحقه أي مطله . (13) أغرى الرجل بكذا : حضه عليه . (14) ساخ في الطين : غاص فيه وغاب والظهر : الركاب التى تحمل الاثقال . وفى طبعة أمين الضرب والحروفية : قوائم فرسه .


(15) قوله : وما انثنى ، أي لم ينعطف ولم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ، أو عن ذلك العهد . (16) علاه بالسيف : ضربه به . (17) في المصدر : يا محمد خائر ؟ قوله : حال ، كذا في أكثر النسخ بالحاء المهملة ، ولعله أمر من حالى يحالي ، يقال : حاليته ، أي طايبته ، وفي بعضها بالمعجمة ، ولعله بتشديد اللام من المخالة بمعنى المصادقة ، أي كن صديقي وخليلي . (18) قوله : لا يخبر شيئا ، كذا في أكثر النسخ بالخاء المعجمة ، والباء الموحدة ، فيحتمل أن يكون بضم الباء أي لا يعلم شيئا ، ولا يبعد أن يكون في الاصل لا يحير بالحاء المهملة والياء المثناة من قولهم : طحنت فما أحارت شيئا ، أي ما ردت شيئا من الدقيق ، ذكره على سبيل المثل ، أو بالجيم والزاء المعجمة ، أي ما يجيز القتل ، أو بالجيم والسين المهملة أي لا يجترئ عليه وهو أظهر ، والفتك : أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار (غار الرجل : نام في نصف النهار ، والمراد هنا شدة الغفلة ) غافل حتى يشد عليه فيقتله . (19)قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : فسح لي على المجهول ، أي وسع لي ورفعت الحجب عني .


(20) الخبل : الجنون . (21) قوله : فصار لها ميسما ، أي هذا الأخذ صار لها بمنزلة الميسم حيث أثر فيها .  (22) أي قد تعب وكل . (23) وقاء منزلا على أصحابه .


(24) قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : الغيب لا يعلمه إلا الله ، أقول : يحتمل وجوها :  الأول : أن عدم إخباري أولا إنما كان لعدم علمي به ، ولم يخبرني الله به ، وإنما أخبرني في هذا الوقت . الثاني : أن يكون المراد بيان أن ما أخبره صلى الله عليه وآله وسلم  من قبل الله ليكون دليلا على نبوته . الثالث : التبري عن أن ينسبوه إلى أنه يعلم الغيب بنفسه ، والأوسط أظهر . 


(25) وبصبص الكلب وتبصبص : حرك ذنبه ، والتبصبص : التملق . (26) ند البعير : نفر وذهب شاردا . (27) والخرخرة ، صوت النمر ، وصوت السنور ، استعير هنا لصوت البعير .  ورغا البعير : أي صوت . 


(28) قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : اللهم اشدد وطأتك ، قال الجزري : الوطأة في الأصل : الدوس بالقدم ، فسمي به الغزو والقتل ، لان من يطأ الشيء برجله فقد استقصى في إهلاكه وإهانته ، ومنه الحديث اللهم اشدد وطأتك على مضر ، أي خذهم أخذا شديدا (29)السنة : الجدب .


(30) في نسخة من المصدر : ولا يزداد منا رابح .وقال : في حديث الاستسقاء ما يخطر لنا جمل ، أي ما يحرك ذنبه هزالا ، لشدة ، القحط والجدب ، يقال : خطر البعير بذنبه يخطر : إذا رفعه وحطه . انتهى . قوله رائح ، أي حيوان يأتينا عند الرواح بالبركة ، أو ماش من قولهم : راح : إذا مشى وذهب .


(31) مريعا خ ل . قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : مغيثا ، من الإغاثة بمعنى الإعانة عند الاضطرار ، أو يأتي بعده بغيث آخر أو معشبا ، فإن الغيث يطلق على الكلاء ينبت بماء السماء ، وقال الجزري : في حديث الاستسقاء اسقنا غيثا مريئا مريعا ، يقال : مريء الطعام وأمرأني : إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا ، والمريع : المخصب الناجع ، وغيث طبق ، أي عام واسع ، ويقال : سجلت الماء سجلا : إذا صببته صبا متصلا .


(32) في المصدر : غير زائب ، وقال : غير رائث ، أي غير بطئ متأخر ، من راث : إذا أبطأ ، وقال فيه : اللهم حوالينا ولا علينا ، يقال : رأيت الناس حوله وحواليه ، أي مطيفين به من جوانبه ، يريد اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات ، لا مواضع الابنية ، وفيه : فأنجاب السحاب عن المدينة ، أي انجمع وتقبض بعضه إلى بعض وانكشف عنها . انتهى . 


(33) في المصدر : وامطروا شهرا .(34) في نسخة من المصدر : بحيراء ، وكذا فيما يأتى بعد . 


(35) راجع خبره مع بحيرا في بحار الأنوار الباب الرابع راجع ج 15 : 408 . 


(36) راجع تزوجه بخديجة في بحار الأنوار الباب الرابع راجع ج 16 : 1 - 81  والصنديد بالكسر : السيد الشجاع . (37) في نسخة من المصدر : فسميا . أقول : أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وعلى عليه السلام . (38) وشبعوا خ ل وهو الموجود في المصدر قوله : وصدروا : أي رجعوا . (39) والبرمة بالضم : قدر من حجارة .


(40)والكراع كغراب : مستدق الساق . (41) قوله : وهم خماص بالكسر ، أي جياع . (42)قوله : ومحرز - على بناء المفعول - إي شيء قليل أحرزته لعيالي ، ولعل فيه تصحيفا . (43) ) حفل خ ل وكذا في المصدر ، وفى نسخة منه : فدخل قوله : جفل بهم أي أسرع وذهب ، ويقال : أنجفل القوم ، إي أنقلعوا فمضوا ، وفي بعض  النسخ بالحاء المهملة . قال الفيروزآبادي : حفل الوادي بالسيل : جاء  بملأ جنبيه ، والسماء : اشتد مطرها ، والدمع : كثر ، والقوم : اجتمعوا . (44) الأنطاع جمع النطع : بساط من الجلد يفرش تحت المحكوم عليه بالعذاب أو بقطع الرأس . 


(45)أمرنا أن نجمع خ ل . (46) السدانة : ستر الباب والمراد غطوا الباب بالستر وكذلك غطوا البرمة والتنور لئلا يرون الناس ما فيها . (47) ويقال : قطفت الدابة ، إي ضاق مشيها فهي قطوف ،  والهملاج بالكسر : السريع السير ، الواسع الخطو . قوله : ما يساير ، أي لا تسير معه دابة ، ولا يسابق لسرعة سيره . قال الجزري : في الحديث : إن رجلا من الأنصار قال حملنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  على حمار لنا قطوف فنزل عنه فإذا هو فراغ لا يساير ، إي سريع المشي واسع الخطو . انتهى .


(48) والوشل بالتحريك : الماء القليل ، ووشل الماء وشلا ، أي قطر .  (49) والأداوى بفتح  الواو جمع الأدوات ، والمياضي جمع الميضاة وهي المطهرة . 


(50) ليسمعن خ ل ومعنى يسقي ما بين يديه ، إي يسقي الأراضي التي عنده للزرع . (51) والأمتيار جلب الميرة ، والعير بالكسر : الإبل التي تحمل الميرة . (52) والأورق من الإبل : الذي في لونه بياض إلى سواد . (53) ووعاه خ ل وأعاده خ ل صح ، والمصدر مثل الاخير . ومعنى دعا واوعاه : دعا بالبركة والوفور ثم ستر القدح لئلا يرونه . (54) القيض ح ل ، إذا كان القيظ اجتمعنا عليها : العادة تقتضي عكس ذلك ، فإن في القيظ تنقص المياه ، وفي الشتاء تزيد ، ولعل المراد أن في الشتاء لنا مياه آخر ، فلا نحتاج إلى الاجتماع على هذا الماء ، وأما في الصيف فييبس تلك المياه فنجتمع عليها وهي لا تكفينا على حال ، أو المراد بالقيظ الربيع ، وفي بعض النسخ بالضاد يقال : بئر مقيضة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرة المصونة
عضو محترف
عضو محترف
الدرة المصونة


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : فلسطين
المزاج المزاج : خجل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 389
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
نقاط نقاط : 6049
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : opera
العمر العمر : 43

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 2:34 am

ومن ذلك : إن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه .



فقال صاحبها : لو كان نبيا لعلم أين الناقة .



فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : الغيب لا يعلمه إلا الله(24) ، انطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال .



ومن ذلك : إنه مر على بعير ساقط فتبصبص له(25) ، فقال : إنه ليشكو شر ولاية أهله له ، وسأله أن يخرج عنهم.



فسأل عن صاحبه فأتاه فقال : بعه وأخرجه عنك ، فأناخ البعير يرغو ، ثم نهض وتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يسألني أن أتولى أمره ، فباعه من علي عليه السلام فلم يزل عنده إلى أيام صفين .



ومن ذلك : إنه كان في مسجده إذ أقبل جمل ناد(26) حتى وضع رأسه في حجره ، ثم خرخر(27) ، فقال النبي صلى الله عليه آله : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه فجاء يستغيث ، فقال رجل : يا رسول الله هذا لفلان وقد أراد به ذلك ، فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره ففعل .





ـ( معجزة استجابة دعاء نبينا على أقوام )ـ :



ومن ذلك : إنه دعا على مضر فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر(28) ، واجعلها عليهم كسني يوسف ، فأصابهم سنون(29) ، فأتاه رجل فقال : فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح(30) .



فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " اللهم دعوتك فأجبتني ، وسألتك فأعطيتني ، اللهم : فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا(31) طبقا سجالا عاجلا غير رائث(32) ، نافعا غير ضار " فما قام حتى ملا كل شيء ، ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا : يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حوالينا ولا علينا ، فانجابت السحابة عن المدينة وصار فيما حولها وأمطروا أشهرا(33) .





ـ( معجزة تضليل الغمام لنبينا ومعرفة الراهب بنبوته )ـ :



ومن ذلك :أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش فلما كان بحيال بحير(34) الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالما بالكتب وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلى الله عليه وآله وسلم به ، وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعي إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها .



فقال : هل بقي في رحالكم أحد ؟ فقالوا : غلام يتيم .



فقام بحير الراهب : فاطلع ، فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نائم وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ففعلوا ، وبحير مشرف عليه وهو يسير والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولا وما يكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك (35) ، وكان معهم عبد خديجة بنت خويلد ، فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها بالذي بأنها من خبر بحير (36) .





ـ( معجزة إطعام نبينا للكثير بطعام قليل )ـ :



ومن ذلك : أنه كان بمكة قبل الهجرة أيام ألبت عليه قومه وعشائره ، فأمر عليا أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاما ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب فدعا أربعين رجلا .



فقال : احضر لهم طعاما يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة ، فقدمه إليهم ، وقال : كلوا وسموا ، فسمى (37) ولم يسم القوم .



فأكلوا وصدروا شبعى(38) ، فقال أبو جهل : جاد ما سحركم محمد ، يطعم من طعام ثلاثة رجال أربعين رجلا ، هذا والله السحر الذي لا بعده .



فقال علي عليه السلام : ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم فطعموا وصدروا .



ومن ذلك : أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : " دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم ، وذرة بدرهم ، وأتيت به فاطمة عليها السلام حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت : لو دعوت أبي ، فأتيته وهو مضطجع وهو يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعا ، فقلت له : يا رسول الله إن عندنا طعاما ، فقام واتكأ علي ومضينا نحو فاطمة عليه السلام .



فلما دخلنا قال : هلم طعامك يا فاطمة ، فقدمت إليه البرمة(39) والقرص ، فغطى القرص وقال : " اللهم بارك لنا في طعامنا " .



ثم قال : اغرفي لعائشة ، فغرفت ، ثم قال : اغرفي لام سلمة فغرفت ، فما زالت : تغرف حتى وجهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة ومرقا .



ثم قال : اغرفي لابنيك وبعلك ، ثم قال : اغرفي وكلي وأهدي لجاراتك ، ففعلت وبقي عندهم أياما يأكلون .





ـ( معجزة عدم تأثر نبينا بالسم )ـ :



ومن ذلك : إن امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذراع ، وتناول بشر الكراع(40) ، فأما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلاكها ولفظها ، وقال : إنها لتخبرني أنها مسمومة ، وأما بشر فلاك المضغة وابتلعها فمات ، فأرسل إليها فأقرت ، فقال : ما حملك على ما فعلت ؟



قالت : قتلت زوجي وأشراف قومي ، فقلت : إن كان ملكا قتلته ، وإن كان نبيا فسيطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك .



ـ( معجزة إطعام من حضر بحفر الخندق بشاة )ـ :



ومن ذلك : إن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص(41) ، ورأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحفر وبطنه خميص . فأتيت أهلي فأخبرتها ، فقالت : ما عندنا إلا هذه الشاة ، ومحرز(42) من ذرة ، قال : فاخبزي ، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي حتى إذا أدرك ، أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله اتخذت طعاما فأتني أنت ومن أحببت .



فشبك أصابعه في يده ، ثم نادى ألا إن جابرا يدعوكم إلى طعامه ، فأتى أهله مذعورا خجلا فقال لها : هي الفضيحة قد جفل(43) بها أجمعين .



فقالت : أنت دعوتهم أم هو . قال : هو . قالت : فهو أعلم بهم ، فلما رآنا أمر بالأنطاع(44) ، فبسطت على الشوارع ، وأمره أن يجمع (45) التواري - يعني قصاعا كانت من خشب - والجفان ، ثم قال : ما عندكم من الطعام ؟ فأعلمته ، فقال : غطوا السدانة(46) والبرمة والتنور واغرفوا ، وأخرجوا الخبز واللحم وغطوا ، فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئا حتى شبع القوم وهم ثلاثة آلاف ، ثم أكل جابر وأهله وأهدوا وبقي عندهم أياما .



ـ( معجزة إخباره عن فضله وبركته على سعد)ـ :



ومن ذلك :أن سعد بن عبادة الأنصاري أتاه عشية وهو صائم فدعاه إلى طعامه ، ودعا معه على بن أبي طالب عليه السلام ، فلما أكلوا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نبي ووصي ، يا سعد أكل طعامك الأبرار ، وأفطر عندك الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة، فحمله سعد على حمار قطوف ، وألقى عليه قطيفة ، فرجع الحمار وإنه لهملاج(47) ما يساير .



ـ( معجزة بركة نبينا على الماء فيكفي أصحابه)ـ :



ومن ذلك : أنه أقبل من الحديبية وفي الطريق ماء يخرج من وشل(48) بقدر ما يروي الراكب والراكبين ، فقال : من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه ، فلما انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء ، ففاض الماء فشربوا وملا وأداواهم ومياضيهم(49) وتوضئوا . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لان بقيتم أو بقى منكم ليسقين(50) بهذا الوادي يسقى ما بين يديه من كثرة مائه ، فوجدوا ذلك كما قال .



ـ( معجزة نبينا في أخباره بالغيوب)ـ :



ومن ذلك : إخباره عن الغيوب وما كان وما يكون فوجدوا ذلك موافقا لما يقول .



ومن ذلك : أنه أخبر صبيحة الليلة التي اسري به بما رأى في سفره ، فأنكر ذلك بعض وصدقه بعض ، فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة (51) ، وهيأتهم ومنازلهم وما معهم من الأمتعة ، وإنه رأى عيرا أمامها بعير أورق ، وأنه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس .



فعدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم ، فلما كانوا هناك طلعت الشمس ، فقال بعضهم : كذب الساحر .



وبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق(52) فقالوا : صدق ، هذه ، نعم قد أقبلت .



ـ( معجزة نبينا حين يسقي صحبه الماء في تبوك)ـ :



ومن ذلك :إنه أقبل من تبوك فجهدوا عطشا وبادر الناس إليه يقولون : الماء الماء يا رسول الله ، فقال لأبي هريرة : هل معك من الماء شيء ؟ قال : كقدر قدح في ميضاتي ، قال : هلم ميضاتك ، فصب ما فيه في قدح ودعا وأوعاه(53) وقال : ناد من أراد الماء ، فأقبلوا يقولون : الماء يا رسول الله . فما زال يسكب وأبو هريرة يسقي حتى روي القوم أجمعون. و ملئوا ما معهم ، ثم قال لأبي هريرة : اشرب ، فقال : بل آخركم شربا ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشرب .



ـ( معجزة بركة نبينا على التمر حتى كفى أصحابه )ـ :



ومن ذلك : أن أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرت به أيام حفرهم الخندق ، فقال لها : إلى أين تريدين ؟ قالت : إلى عبد الله بهذه التمرات ، فقال : هاتيهن فنثرت في كفه ، ثم دعا بالأنطاع وفرقها عليها وغطاها بالأزر ، وقام وصلى ففاض التمر على الأنطاع ، ثم نادى هلموا وكلوا ، فأكلوا وشبعوا وحملوا معهم ودفع ما بقي إليها .



ومن ذلك : أنه كان في سفر فأجهدوا جوعا ، فقال : من كان معه زاد فليأتنا به فأتاه نفر منهم بمقدار صاع ، فدعا بالأزر والأنطاع ثم صب التمر عليها ، ودعا ربه فأكثر الله ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة .



ـ( معجزة بركة نبينا على زيادة ماء البئر واللبن والسمن)ـ :



ومن ذلك : إنه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم ، فقالوا : يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان القيظ(54) اجتمعنا عليها ، وإذا كان الشتاء تفرقنا على مياه حولنا ، وقد صار من حولنا عدوا لنا ، فادع الله في بئرنا ، فتفل صلى الله عليه وآله وسلم في بئرهم ففاضت المياه المغيبة ، وكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها بعد من كثرة مائها ، فبلغ ذلك مسيلمة الكذاب فحاول مثله من قليب قليل ماؤه ، فتفل الأنكد في القليب فغار ماؤه ، وصار كالجبوب(55) .



ومن ذلك : أن سراقة بن جعشم حين وجهه قريش في طلبه ناوله نبلا من كنانته ، وقال له : ستمر برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي ، أطعم عندهم واشرب ، فلما انتهى إليهم أتوه بعنز حايل(56) فمسح صلى الله عليه وآله وسلم ضرعها فصارت حاملا ودرت حتى ملئوا الإناء وارتووا .



ومن ذلك : إنه نزل بأم شريك فأتته بعكة(57) فيها سمن يسير ، فأكل هو أصحابه ، ثم دعا لها بالبركة فلم تزل العكة تصب سمنا أيام حيتها .



ـ( معجزة عدم رؤية امرأة أبو لهب له )ـ :



ومن ذلك : إن أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر بن أبي قحافة ، فقال : يا رسول الله هذه أم جميل محفظة ، أي مغضبة تريدك ، ومعها حجر تريد أن ترميك به .



فقال : إنها لا تراني ، فقالت لأبي بكر : أين صاحبك ؟ قال : حيث شاء الله ، قالت : لقد جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني ، واللات والعزى إني لشاعرة . فقال أبو بكر : يا رسول الله لم ترك ؟



قال : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجابا .



ـ( معجزة تصديق اليهود له بما نقل عنه عن الإمام الكاظم )ـ:



ومن ذلك : كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الخلال(58) التي إن ذكرناها لطالت .



فقالت اليهود : وكيف لنا أن نعلم أن هذا كما وصفت ؟



فقال لهم موسى عليه السلام : وكيف لنا بأن نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى صلى الله عليه على ما تصفون ؟



قالوا : علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين .



قال لهم : فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل(59) لقنه الله من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين .



فقالوا :نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنكم الأئمة والقادة والحجج من عند الله على خلقه .



فوثب أبو عبد الله عليه السلام فقبل بين عيني .



ثم قال : أنت القائم من بعدي .

ـ فلهذا قالت الواقفة : إنه حي ، وإنه القائم(60) .ـ

ثم كساهم أبو عبد الله عليه السلام ووهب لهم وانصرفوا مسلمين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].





هذه يا طيب : بعض معجزات نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد ذكرتها الروايات الكثيرة بحديث لكل معجزة ، وفصلت بعضها ، وجمعها ونقلها بالتفصيل يحتاج لكتاب ، ولذا نكتفي بها فإن هذين الحديثين جامعين لأغلبها ، وهي كما في الحديث الأول كانت مقارنة مع معجزات الأنبياء الكرام على طول التاريخ في مختلف الأمم من آدم حتى نبينا الأكرم ، وقد حكى بعضها الله سبحانه وتعالى قصصها في القرآن المجيد كتابه الخالد عن الأنبياء وأممهم وتجدها في قصصهم معهم ، وهي مسلم لمن آمن بالله وقدرته وعظمته في تأييد دينه وإقامة الحجة على عباده ، حتى يؤمنوا به الطيبون ، ولا عذر يبقى للمنافقين والكفار والمشركين حتى يتساهلوا فلا يطيعوا سيد المرسلين وخاتم النبيين .



وإنه فقط لو كان باقي من معجزات نبينا الأكرم القرآن المجيدوما حكاه من المعجزات الواقعة ،لكفى به دليل محكم على نبوته وصدق بعثته من رب العالمين وبأكمل دين ولكل البشر إلى يوم القيامة ، فإنه في تعاليم كل هدى وما يصلح البشر إلى يوم القيامة .



كما إنه في القرآن المجيد حكى عن معجزات كثيرة تخص شرف نبينا الأكرم وشأنه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنها خص بها أجداده كبناء الكعبة وشرفها وصدق وجودها بأمر الله من قبل جده إبراهيم عليه السلام ، وهجرة اليهود للمدينة وحولها ينتظرون بعثته وترقب المسيحيين المخلصين لظهور دعوته ومعرفته بأوصافه ، ومنها رمي جيش أصحاب الفيل بحجارة من سجيل وحافظ على شرف الكعبة رب العالمين وبين لنا فضل جده عبد المطلب وكرامته ، وكرمه بزمزم وغيرها ، بل فضل أبو طالب عمه بكثير من العلامات لكفالته له وشأنه الكريم ، وبالخصوص مسألة أكل الأرضة لصحيفة المقاطعة في مكة ، وكذا صدق الله مسألة المعراج بقدوم العير وإخبارهم صدق علاماته ، وكذا صدق النبي في مسألة الروم وغلبها لفارس بعد ما غلبت في بضع سنين ، وفتح مكة وغيرها من انتشار دينه وهدى ، وغيرها من العلامات المعجزة التي تهدي كل منصف لأن يصدق نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .



وإن القرآن المجيد : نزل وهم شاهدون لهذه الوقائع وفي زمانهم ولم يكذبها أحد ، وهذا شرف كريم لنبينا الصادق الأمين صلى الله عليه وآله ، وإن أحببت المزيد فراجع الكتب الموسعة الذاكرة لكل سيرته ومعجزاته ، ونكتفي بهذا المقدار.

ونسأل الله أن يهبنا التصديق بها ، والجد لتطبيق هداه وعن إيمان برسالته ودينه القيم بكل حدوده ، ومخلصين له الدين حتى ليجعلنا نحف بنينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وكل الصالحين والأنبياء والمرسلين ، تحت عرشه في المقام المحمود والناس مشغولين بالحساب ، إنه أرحم الراحمين وهو ولي التوفيق ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بحار الأنوار ج10ص28ب2ح1 عن الاحتجاج : 111 – 120.

توضيح وبيان للحديث ذكر في بحار الأنوار للعلامة المجلسي رحمه الله :


(1) كاع عنه : جبن عنه وهابه . (2) أزرى به وأزراه : عابه ووضع من حقه . (3)اعترافا في خ ل أي نسخه بدل ، وكل ما نضعه بين قوسين في المتن فهو لنسخ بدل .(4) أي يتلوى من وجع الجوع.


(5) في المصدر بسلا ناقة وشاة ،السلى : جلدة يكون فيها الولد في بطن أمه وإذا انقطع في البطن هلكت الأم والولد . (6) في نسخة : إلى حامل . وفى أخرى : إلى جاجائيل . وفى ثالثة . حبابيل .(7) في نسخة : وان أمرت أطبقت عليهم الجبال . (8) المقة : بكسر الميم : المحبة .


(9) انهمر الماء : انسكب وسال ، هطل المطر : نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر والمنهمر : الغزير ، أي ماء شديد الانصباب سريع التهطال . (10)أي تساقط وتتابع . (11) والشيح بالكسر : نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه : ( ومراتع البقع ) البقع بالضم جمع الأبقع وهو ما خالطا بياضه لون آخر ، ولعل المراد الغراب الأبقع فإنه يفر من الناس و يرتع في البوادي ويحتمل أن يكون في الأصل البقيع أو لفظ آخر ، والظاهر أن فيه تصحيفا .


(12) رغا البعير : صوت وضج .(13)قوله : ( بحجب ثلاثة ) لعل المراد البطن والرحم والمشيمة حيث أخفى حمله عن نمرود ، أوفي الغار بثلاثة حجب ، أو أحدها عند الحمل والثاني في الغار والثالث في النار . (14) نخر العظم : بلى وتفتت ، فهو ناخر ونخر ، فرك الشيء : حكه حتى تفتت . 


(15)  جذه : كسره فانكسر .(16) تله : أي صرعه . (17) حرض : كان مضنى مرضا فاسدا أي حتى كاد يشرف على الهلاك من الحزن . (18) الكأبة : الغم وسوء الحال والانكسار من الحزن . استشعر الخوف أي جعله شعار قلبه .


(19) والسبع الطوال على المشهور من البقرة إلى الأعراف ، والسابعة سورة يونس أو الأنفال وبراءة جميعا ، لأنهما سورة واحدة عند بعض والمراد هنا ما يبقى بعد إسقاط البقرة والمائدة وبراءة  ، وقوله : ( والقرآن العظيم ) أريد به بقية القرآن ، أو المراد به الفاتحة أيضا ، وقوله : ( وأعطي الكتاب ) إشارة إلى البقية قال الطريحى في مجمع البحرين : المفصل سمى به لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور وقيل لقصر سوره ، واختلف في أوله فقيل من سورة ق ، وقيل : من سورة محمد ، وقيل : من سورة الفتح ، وعن النووي مفصل القرآن من محمد ، وقصاره من الضحى إلى آخره ، ومطولاته إلى عم ، ومتوسطاته إلى الضحى ، وفى الخبر المفصل ثمان وستون سورة انتهى .


(20) الأسفار : جمع السفر بالكسر فالسكون : التوراة.

(21)قوله : عليه السلام : ( في هذا الاسم ) يحتمل أن يكون المعنى أن اسمه صلى الله عليه وآله وسلم  يدل على أن الله تعالى ألقى محبته على العباد لدلالته على كونه محمودا في السماء والأرض ، أو يكون المراد بالاسم الذكر ، فكثيرا ما يطلق عليه مجازا ،من الاسم ، والحاصل أنه من الذي يشركه في أن لايتم الشهادة لله بالوحدانية إلا بذكر اسمه والشهادة له بالنبوة ؟ كل هذا إذا قرء ( من ) بالفتح ، وبمكن أن يقرأ بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الأخيرين.


(22) النبل : السهام العربية ويقال : رشت السهم : إذا ألزقت عليه الريش والشظية : الفلقه من العصا ونحوها والأكحل :  عرق في اليد يفصد  (23)أي فتدحرج . (24) السموم : الريح الحارة . (25)قوله : ( وروي ) الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر . (26) والشدخ : كسر الشيء الأجوف أي شدخت رأسه به. (27) ويقال : فغر فاه ، أي فتحه .(28) أي يسيل . (29) أي لا تبتل


(30) قوله : ( وحتى التفت خواصر الخيل ) أي جنبتاها من شدة العطش . (31) صدر عن الماء : رجع عنه .(32) المزادة : ما يوضع فيه الزاد . (33) القليب : البئر وقيل : البئر القديمة . (34) الميضأة والميضاءة : الموضع يتوضأ فيه المطهرة يتوضأ منها .(35) في نسخة : فهل فعل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  هذا ؟


 (36)قوله عليه السلام : ( وجعلها غارا ) يدل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم  ليلة الغار أحدث الغار ودخل فيه ولم يكن ثمة غار ، وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج  . (37) وأما قوله : ( قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته ) أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس ، ويلوح لي أن فيه تصحيفا ، وكان في الأصل ( وجعلها هارا ) فيكون إشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم  أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول ، فصب صلى الله عليه وآله وسلم  عليها ماء فصارت هائرة متساقطة فقوله : ( قد رأينا ذلك ) إشارة إلى هذا .


(38) وقال الجزري : فيه : ( إنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ) أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء ، وقيل : هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء انتهى  والمرجل كمذبر : القدر والأثافي : الأحجار يوضع عليها القدر .


(39) والرفرف : ثياب خضر يتخذ منها المحابس وتبسط ، وكسر الخباء ، وجوانب الدرع وما تدلى منها ، وما تدلى من أغصان الأيكة وفضول المحابس والفرش وكل ما  فضل فثنى والفراش ، ذكرها الفيروز آبادي .


  (40)قوله عليه السلام : ( فكان فيما أوحى إليه ) لعل المعنى أنه كانت تلك الآية فيما أوحى الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتى تبليغها أمته وقبولهم لها ، فيكون ذكرها لبيان سبب ما أوحى إليه صلى الله عليه وآله وسلم  في هذا الوقت ، ويحتمل أن يكون التبليغ إلى أمير المؤمنين عليه السلام من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلى ساق العرش ، ويحتمل أن يكون التبليغ بعد النزول ويكون قوله : ( فلما رأى الله تعالى منهم القبول ) أي علم الله منهم أنهم سيقبلونها . والأول أظهر .


(41)والثبور : الهلاك والخسران .  (42)فاقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم ، واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر . (43)قوله عليه السلام : من الاحجة جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه ، وفي بعض النسخ : من الأجنحة ، أي الرؤساء ، أو اسم قبيلة منهم .(44)في هامش المصدر : شصاة ومصاة خ ل 


(45) في المصدر : وهاضب وهضب . (46) أي أطلق من عقال .

 (47)قوله عليه السلام : ( وشي ) أي بعد ما كان مشويا مطبوخا.

(48) ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة وفتح التاء : اسم موضع قتل فيها جعفر بن أبى طالب ، ومرت قصته وكيف أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم  عن شهادته وغيرها . (49) والفئام بالكسر مهموزا : الجماعة الكثيرة كما ذكره اللغويون ، وقد فسر في بعض أخبارنا بمائة ألف .(50) قوله عليه السلام : ( مع ما وطئ له من البلاد ) على بناء المجهول من باب التفعيل ، أي مهد وذلل ويسر له فتحها والاستيلاء عليها ، من قولهم : فراش وطئ أي لا يؤذي جنب النائم . 


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] توضيح ذكره في البحار (1) قال الفيروزآبادي : غلام خماسي : طوله خمسة أشبار . (2) أي لا يحفظ فيكم ذمة نبيكم ، والذمة : العهد والأمان . والحرمة والحق . وقال : رقبه : انتظره ، والشيء : حرسه . (3) أمناء الله خ ل . (4) اضطهده : قهره وجار عليه ، أذاه واضطره بسبب المذهب والدين . 

(5) أى تلقينا من الملك بوحى وإلهام ، ولم يكن علومهم مكتسبة من طريق يكتسب غيرهم .(6) أي ولا تسألوني متعنتا ، والمتعنت : من يسأل غيره من جهة التلبيس عليه ، والعنت محركة : الفساد والإثم والهلاك ، ودخول المشقة على الإنسان .


(7) قوله عليه السلام : فمنعت في أوان رسالته ، لعله محمول على المنع الشديد ، أو المراد بأوان الرسالة ما تقدمها أيضا إلى الولادة ، لئلا ينافي ما سبق من أن ظهور ذلك كان عند ولادته صلى الله عليه وآله وسلم  . أقول الظاهر المنع منعين الأول بدون رجم والثاني منع شديد مع الرجم وتشهد له سورة الجن .


(8) وفتى أي حين كان فتى ، والفتى : الشاب الحدث .  وأيفع الغلام ، أي ارتفع و ترعرع وناهز البلوغ . (9) الشكل : المثل والنظير . 


(10) وفد خ ل وفى المصدر : وفد عليه مثل وفد قريش . أقول : لعل كلمة مثل زائدة .وقوله عليه السلام : وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن ، خلاف ما هو المشهور من أن قصة الفيل كانت في سنة ولادته صلى الله عليه وآله وسلم  أو قبله كما قصة الفيل ، ووفد قريش مع عبد المطلب على سيف بن ذي يزن ، وتقدم هناك خبر يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  كان ولد حين الوفود راجع البحار ج 15 : 186 وأما قصة الفيل فكانت قبل ولادته صلى الله عليه وآله وسلم   ، وهذا أوثق لصحة الخبر ، ويمكن أن يتكلف بحمل هذا الخبر من سيف على خبر آخر غير ما سبق ، أو بحمل قوله : بأن هذه الصفة في محمد ، على أن المراد الصفة من حيث الأب والأم والآثار بأن يكون قبل مولده ، ولا يخفى بعدهما .


(11) راجع البحار تجد قصته في الباب الأول : ج 15 ص 65 . (12) والذود من الإبل : ما بين الثلاث إلى العشر . مطله بحقه : سوفه بوعد الوفاء مرة بعد الأخرى . وأعدى فلانا على فلان : نصره واعانه عليه واستعدى الرجل : استعان به . قوله : أعدوني ، أي انصروني ، ولواه بحقه أي مطله . (13) أغرى الرجل بكذا : حضه عليه . (14) ساخ في الطين : غاص فيه وغاب والظهر : الركاب التى تحمل الاثقال . وفى طبعة أمين الضرب والحروفية : قوائم فرسه .


(15) قوله : وما انثنى ، أي لم ينعطف ولم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ، أو عن ذلك العهد . (16) علاه بالسيف : ضربه به . (17) في المصدر : يا محمد خائر ؟ قوله : حال ، كذا في أكثر النسخ بالحاء المهملة ، ولعله أمر من حالى يحالي ، يقال : حاليته ، أي طايبته ، وفي بعضها بالمعجمة ، ولعله بتشديد اللام من المخالة بمعنى المصادقة ، أي كن صديقي وخليلي . (18) قوله : لا يخبر شيئا ، كذا في أكثر النسخ بالخاء المعجمة ، والباء الموحدة ، فيحتمل أن يكون بضم الباء أي لا يعلم شيئا ، ولا يبعد أن يكون في الاصل لا يحير بالحاء المهملة والياء المثناة من قولهم : طحنت فما أحارت شيئا ، أي ما ردت شيئا من الدقيق ، ذكره على سبيل المثل ، أو بالجيم والزاء المعجمة ، أي ما يجيز القتل ، أو بالجيم والسين المهملة أي لا يجترئ عليه وهو أظهر ، والفتك : أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار (غار الرجل : نام في نصف النهار ، والمراد هنا شدة الغفلة ) غافل حتى يشد عليه فيقتله . (19)قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : فسح لي على المجهول ، أي وسع لي ورفعت الحجب عني .


(20) الخبل : الجنون . (21) قوله : فصار لها ميسما ، أي هذا الأخذ صار لها بمنزلة الميسم حيث أثر فيها .  (22) أي قد تعب وكل . (23) وقاء منزلا على أصحابه .


(24) قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : الغيب لا يعلمه إلا الله ، أقول : يحتمل وجوها :  الأول : أن عدم إخباري أولا إنما كان لعدم علمي به ، ولم يخبرني الله به ، وإنما أخبرني في هذا الوقت . الثاني : أن يكون المراد بيان أن ما أخبره صلى الله عليه وآله وسلم  من قبل الله ليكون دليلا على نبوته . الثالث : التبري عن أن ينسبوه إلى أنه يعلم الغيب بنفسه ، والأوسط أظهر . 


(25) وبصبص الكلب وتبصبص : حرك ذنبه ، والتبصبص : التملق . (26) ند البعير : نفر وذهب شاردا . (27) والخرخرة ، صوت النمر ، وصوت السنور ، استعير هنا لصوت البعير .  ورغا البعير : أي صوت . 


(28) قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : اللهم اشدد وطأتك ، قال الجزري : الوطأة في الأصل : الدوس بالقدم ، فسمي به الغزو والقتل ، لان من يطأ الشيء برجله فقد استقصى في إهلاكه وإهانته ، ومنه الحديث اللهم اشدد وطأتك على مضر ، أي خذهم أخذا شديدا (29)السنة : الجدب .


(30) في نسخة من المصدر : ولا يزداد منا رابح .وقال : في حديث الاستسقاء ما يخطر لنا جمل ، أي ما يحرك ذنبه هزالا ، لشدة ، القحط والجدب ، يقال : خطر البعير بذنبه يخطر : إذا رفعه وحطه . انتهى . قوله رائح ، أي حيوان يأتينا عند الرواح بالبركة ، أو ماش من قولهم : راح : إذا مشى وذهب .


(31) مريعا خ ل . قوله صلى الله عليه وآله وسلم  : مغيثا ، من الإغاثة بمعنى الإعانة عند الاضطرار ، أو يأتي بعده بغيث آخر أو معشبا ، فإن الغيث يطلق على الكلاء ينبت بماء السماء ، وقال الجزري : في حديث الاستسقاء اسقنا غيثا مريئا مريعا ، يقال : مريء الطعام وأمرأني : إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا ، والمريع : المخصب الناجع ، وغيث طبق ، أي عام واسع ، ويقال : سجلت الماء سجلا : إذا صببته صبا متصلا .


(32) في المصدر : غير زائب ، وقال : غير رائث ، أي غير بطئ متأخر ، من راث : إذا أبطأ ، وقال فيه : اللهم حوالينا ولا علينا ، يقال : رأيت الناس حوله وحواليه ، أي مطيفين به من جوانبه ، يريد اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات ، لا مواضع الابنية ، وفيه : فأنجاب السحاب عن المدينة ، أي انجمع وتقبض بعضه إلى بعض وانكشف عنها . انتهى . 


(33) في المصدر : وامطروا شهرا .(34) في نسخة من المصدر : بحيراء ، وكذا فيما يأتى بعد . 


(35) راجع خبره مع بحيرا في بحار الأنوار الباب الرابع راجع ج 15 : 408 . 


(36) راجع تزوجه بخديجة في بحار الأنوار الباب الرابع راجع ج 16 : 1 - 81  والصنديد بالكسر : السيد الشجاع . (37) في نسخة من المصدر : فسميا . أقول : أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وعلى عليه السلام . (38) وشبعوا خ ل وهو الموجود في المصدر قوله : وصدروا : أي رجعوا . (39) والبرمة بالضم : قدر من حجارة .


(40)والكراع كغراب : مستدق الساق . (41) قوله : وهم خماص بالكسر ، أي جياع . (42)قوله : ومحرز - على بناء المفعول - إي شيء قليل أحرزته لعيالي ، ولعل فيه تصحيفا . (43) ) حفل خ ل وكذا في المصدر ، وفى نسخة منه : فدخل قوله : جفل بهم أي أسرع وذهب ، ويقال : أنجفل القوم ، إي أنقلعوا فمضوا ، وفي بعض  النسخ بالحاء المهملة . قال الفيروزآبادي : حفل الوادي بالسيل : جاء  بملأ جنبيه ، والسماء : اشتد مطرها ، والدمع : كثر ، والقوم : اجتمعوا . (44) الأنطاع جمع النطع : بساط من الجلد يفرش تحت المحكوم عليه بالعذاب أو بقطع الرأس . 


(45)أمرنا أن نجمع خ ل . (46) السدانة : ستر الباب والمراد غطوا الباب بالستر وكذلك غطوا البرمة والتنور لئلا يرون الناس ما فيها . (47) ويقال : قطفت الدابة ، إي ضاق مشيها فهي قطوف ،  والهملاج بالكسر : السريع السير ، الواسع الخطو . قوله : ما يساير ، أي لا تسير معه دابة ، ولا يسابق لسرعة سيره . قال الجزري : في الحديث : إن رجلا من الأنصار قال حملنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  على حمار لنا قطوف فنزل عنه فإذا هو فراغ لا يساير ، إي سريع المشي واسع الخطو . انتهى .


(48) والوشل بالتحريك : الماء القليل ، ووشل الماء وشلا ، أي قطر .  (49) والأداوى بفتح  الواو جمع الأدوات ، والمياضي جمع الميضاة وهي المطهرة . 


(50) ليسمعن خ ل ومعنى يسقي ما بين يديه ، إي يسقي الأراضي التي عنده للزرع . (51) والأمتيار جلب الميرة ، والعير بالكسر : الإبل التي تحمل الميرة . (52) والأورق من الإبل : الذي في لونه بياض إلى سواد . (53) ووعاه خ ل وأعاده خ ل صح ، والمصدر مثل الاخير . ومعنى دعا واوعاه : دعا بالبركة والوفور ثم ستر القدح لئلا يرونه . (54) القيض ح ل ، إذا كان القيظ اجتمعنا عليها : العادة تقتضي عكس ذلك ، فإن في القيظ تنقص المياه ، وفي الشتاء تزيد ، ولعل المراد أن في الشتاء لنا مياه آخر ، فلا نحتاج إلى الاجتماع على هذا الماء ، وأما في الصيف فييبس تلك المياه فنجتمع عليها وهي لا تكفينا على حال ، أو المراد بالقيظ الربيع ، وفي بعض النسخ بالضاد يقال : بئر مقيضة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة فلسطين
مشرفة المنتدى
مشرفة المنتدى
وردة فلسطين


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : فلسطين
المزاج المزاج : يا عذابي
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5586
السٌّمعَة السٌّمعَة : 45
نقاط نقاط : 17908
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : firefox
العمر العمر : 41

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 4:10 pm

gazakk
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همس الفراشة
عضو محترف
عضو محترف
همس الفراشة


الجنس الجنس : انثى
الجنسية الجنسية : لبنان
المزاج المزاج : ليل جميل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 343
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
نقاط نقاط : 6100
نوع المتصفح 	        نوع المتصفح : explor8
العمر العمر : 42

معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 26, 2010 1:22 am

gazakganah
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر
Anonymous



معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معجزة عدم تأثر نبينا بالسم   معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 26, 2010 2:03 pm

jazaklah
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عالم الموسيقى الأسباني الذي تأثر بالإسلام
»  هذا الفيديو عام. بشار | صلوا على نبينا
»  الشكولاتة السوداء معجزة غذائية
» بشار ا صلوا على نبينا ا بالكلمات
» ألبوم أسامه حسن - نصلي ع نبينا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامي العام :: الحديث والسيرة النبوية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» الاصدار الجديد Aminking v11 Belle Refresh CFW ( Nokia N8 ) 2013
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد مارس 03, 2024 5:02 pm من طرف tretre

» Belle Chaos لل n8 افضل سوفت معدل للاصدار 111.40.1511 من فريق MenCfw بـ 14 روم معدل
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 11, 2018 8:32 am من طرف اشرف حامد

» برنامج دليل المسافر - لايت للجوال
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 09, 2016 4:29 am من طرف mahmoudb69

» المكتبة الرقمية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:58 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» وكالة البحوث والتطوير
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:58 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:57 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» مركز اللغات
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:57 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:57 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» كلية العلوم المالية والإدارية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:56 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» كلية العلوم الإسلامية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:56 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» جامعة المدينة العالمية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:56 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» عمادة الدراسات العليا
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:55 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» كلية العلوم الإسلامية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:53 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» وكالة البحوث والتطوير
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:52 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:52 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» مركز اللغات
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:52 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:51 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» كلية العلوم المالية والإدارية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:51 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» جامعة المدينة العالمية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:50 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» المكتبة الرقمية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:50 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» عمادة الدراسات العليا
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:50 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» وكالة البحوث والتطوير
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:47 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:47 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» مركز اللغات
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:46 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:46 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» كلية العلوم المالية والإدارية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:46 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» كلية العلوم الإسلامية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:45 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» جامعة المدينة العالمية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:45 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» المكتبة الرقمية
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:45 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» عمادة الدراسات العليا
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2016 1:45 pm من طرف أبو عبد الله 1960

» منتديات همس للكل
» جديد مواضيع منتدى همس للكل

 ♥ منتدى همس للكل ♥

↑ Grab this Headline Animator

» ادارة منتدى همس للكل
الساعة الآن بتوقيت مكة المكرمة
»» يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
  .:: جميع الحقوق محفوظه لمنتديات همس للكل © ::.
»» جميع المواضيع و الردود تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي اداره منتدى همس للكل بــتــاتــاً
»» إبراء ذمة إدارة المنتدى أمام الله وأمام جميع الزوار والأعضاء :
على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء أو الزوار على ما يخالف ديننا الحنيف ،
والله ولي التوفيق 
»» لمشاهدة أحسن وتصفح سريع للمنتدى يفضل استخدام متصفح أوبرا  ::.

حمّــل شريط أدوات منتدى همس للكل
toolbar powered by Conduit
تابعونا على
معجزة عدم تأثر نبينا بالسم Youtub12
أدخل بريدك الالكتروني من فضلك ليصلك جديد المنتدى: